العدالة ، أهي نفعٌ أم مضرّة ؟

بقلم الكاتبة  هاجر قاسم محمد

مرّ على اِغتيال الملك فيصل الثاني الكثير ، لكنّ أراه مشهدًا حزينًا يتكرّر أمامي بين الحين والآخر ، أتساءل كيف لمن ينوي تحقيق الأمن والأمان أن يزرع الفتنة ويحصد ثمارها حتى الآن ؟ أيعقل أن العدالة أركانها الأساسية تبنى على معيار سلب حياة فلان ، وفلان ، وفلان ؟ ماذا جنينا بعد مهلك آل هاشمٍ ورمينا بعضهم خلف القضبان؟

عاقبة هذا الاغتيال : انقسام الشعب نفسه إلى مؤيد الحكم الملكي ، ومعارض الملكية متمسك بشدّة بمصطلح ( نظام جمهوري ) .

ذكرني هذا التشتت ماحصل بين ( بوليمارخس ، سقراط ، سيمونيدس ) في كتاب جمهورية أفلاطون من نقاش حول مفهوم العدالة الذي ما لبث حتّى تحول جدال حاد بينهم ، على الرغم من أنك ستعشر للوهلة الأولى أنه عبارة عن حوار قوّي بين ثلاث أو أربع .

قال بوليمارخس : أن العدالة نفع الأصحاب ومضرّة الأعداء .

فطرح سقراط سؤال كان سببًا كبيرًا لأغامر واكتب هذه المقالة . «من هم الأصحاب ؟»

ردّ عليه : من نعتقد فيهم الأمانة والصلاح .

والواقع أن الكثير من الأصحاب الصالحين هم مضرّة نجهلها عمدًا لا سهوًا بحجة أننا ندرك نواياهم وصفاتهم

وصدقًا أن مفهوم العدالة لا ينحصر فقط في تولي حكم بلدٍ ما على الإطلاق ، فقد لامسني قول سقراط :

إن كُلّ ما يبرع الإنسان في حفظه هو بارع في سرقته
إذن فهو سارق ؛ هذا يعني أنه إذا ضرّ الناس صار أقل عدالة.

برأيك أنت كيف ننالُ العدالة ؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى