بابا نويل في غزة.

بقلم : هاجَر  قاسِم مُحمّد

يا عم : قرّة عينيه.
– مالي لا أرَ ذاك العجوز المسن مرتديًا ملابسًا مخضبة بلون يشبه إلى حدٍ ما  اللون الذي غطى جسدي فلم  يعد يعرف عني لا وجهٌ ولا ملامحُ طفلٍ بريئة؟ رجلٌ تتوسط معالمه لحيةٌ بيضاء ناصعة أحسبها من شدّة رونقها زهرة لوتس تنثر عبق الأمل

جلست أمسكت يدها  قبلت جبهتها هدأت من روعها فقلت :
لا سنين عمرٌ تسر ولا طوفان حزنًا يمرّ ، وأنا هنا حاملًا قلبي المرتعش من  مشهد الجثث ملتبس ، شُهبُ القذائف تندفع ، ونيران الحرب تندلع ، أيُّ حربٍ والخصم فيها مختبئ؟  زورق الأحلام غرق وبحرٌ من الدماءِ ينتعش.

حلقت أرواحهم مع طيف أجسادهم عاليًا فوق السحاب تصرخ بصوتٍ مرتفع : ( نحن شُعلةُ  النيران التي تلتهب) .

ياااعم :

التفت ورائي لأجدها تصرخ بقوّة :

سجّل أنا عربي
أنا اسمٌ بلا لقب
احملوا اسماؤكم وانصرفوا
لن تعرفوا كيف يبني حجرٌ من أرضنا سقف السماء
منكم دبابةٌ أخرى ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز ومنا المطر
اخرجوا ونصرفوا من جرحنا
من مفردات الذاكرة
أيّها المارون بين الكلمات العابرة.

لا تنسَ أخبارهم بذلك .

زر الذهاب إلى الأعلى