امرأة بريطانية … نسخة الى البرلمان !!

\

بقلم المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط

بتاريخ 22/7 من صيف عام 1969.
نزلت امرأة بريطانية في لندن العاصمة … إلى السوق لشراء حاجاتها !!
فوجئت تلك السيدة عندما أرادت شراء السمك … بأن سعره مرتفع بأكثر من 30%
وأن ما تحمله من نقود لا يكفي … فغضبت وقررت الذهاب فوراً إلى مجلس العموم (النواب) وكان قريباً منها !!
توجهت إلى هناك ودخلت مباشرة إلى باب قاعة المجلس أثناء انعقاده وطلبت مقابلة النائب الذي كانت قد انتخبته !!
حاول الحراس عبثاً إقناعها بأن المجلس في حالة انعقاد وبإمكانها الإنتظار إلى أن يحين وقت الإستراحة … ولكنها أصرّت على مقابلته فوراً.
وبدأت بالمناداة على النائب بأعلى صوتها حتى لفتت انتباه رئيس المجلس .
وما كان من الرئيس إلّا أن قام من مكانه وتوجّه إليها، وبكل احترام وهدوء وسألها عما تريد، فقالت له أن لديها شكوى عاجلة تريد إيصالها إلى نائبها وكل النواب الآخرين.
ودون أن يسألها عن ماهية شكواها قام فوراً باصطحابها، متأبطة بذراعه، إلى منصة المتحدثين وأعطاها الميكروفون وقال لها تفضلي سيدتي تحدّثي
وكل مجلسنا آذان صاغية.
أمسكت المرأة الميكروفون وقالت.
من المعيب ونحن أبناء بريطانيا العظمى، أن نعيش في جزيرة وحولنا البحر، ونملك أساطيل صيد تجوب المحيطات، ولا يمكننا تناول وجبة من السمك لارتفاع سعره.
لقد انتخبناكم لتكونوا عوناً لنا على تجّار البلاد الجشعين و من يساندهم من الفاسدين.
والتفتت إلى نائبها وقالت له أنا لم أنتخبك لتقف مع هؤلاء التجار الحمقى الجشعين و المسولين الفاسدين.
قالت گلماتها تلك ورمت الميگروفون وغادرت غاضبة !!!
أوّل ردة فعل كانت من النائب الذي وجهت إليه حديثها فقد قدّم استقالته لرئيس المجلس قبل أن تغادر المرأة المبنى !!
وتم سَن قانون في المجلس يُحاسب كل من يرفع سعر السمك أعلى من مدخول أقل شريحة في بريطانيا ومنذ ذلك اليوم فإن وجبة السمك مع البطاطا تعتبر أرخص وجبة شعبيّة في مطاعم بريطانيا.
ولم يطرأ عليها أي إرتفاع إلّا بمقدار نسبة ارتفاع مستوى معيشة البريطانيين اليوم.
لذا فإن وجبة السمك مع البطاطا (Fish&Chips) تعتبر وجبة الفقراء لتدنّي سعرها.
وأصبحت تباع في مطاعم وحوانيت صغيرة في كل شارع وزاوية من مدن وقرى بريطانيا…
هكذا تدار البلدان التي هدفها ان يعيش شعبها بكرامة.
إلى من يهمه الأمر ….
الحليم بالإشارة…..

زر الذهاب إلى الأعلى