النفايات ما بين تهديد لحيات الناس او تحويلها الى ثروات كبيرة ??
بحث المهندس الاستشاري :- حيدر عبدالجبار البطاط
يبلغ معدل ما يرميه الفرد العراقي من النفايات يوميا 1.5 كغم !ش
مايعني ان العائلة الواحدة العراقية والبالغ متوسط عدد افرادها 5، ترمي 7.5 كغم يوميا من النفايات يوميا..
عدد سكان العراق 43 مليون اي ان كمية النفايات الناتجة تكون 65 ملون كيلو كرام … و الذي يعادل 65000 طن !!
في بغداد وحدها هناك 12 ألف طن من النفايات.. لذا يجب الاستفادة من هذه الثروات المستدامة !ش
و يجب إنشاء محطة لإنتاج الطاقة الكهربائية من خلال حرق هذه النفايات بشكل علمي مع الاعتماد على شركات اجنبية تخصصية في هذا المجال و تشجيع الاستثمار فيه
يولد كل طن من النفايات ما متوسطه 550 كيلو واط/ساعة،
ما يعني ان الـ3 الاف طن يوميا والمأخوذة من 400 الف منزل في العراق تكفي لسد حاجة و توفير كمية من الطاقة كهربائية تكفي لسد حاجة 826 ألف منزل
كما تسد نحو 35% من الكهرباء المولدة من الغاز المستورد..
لذا اجريت هذا البحث لإقدمهُ للدولة و الشعب العراقي و كما يلي :-
إذا كان هناك أمر يتفق عليه جميع الناس، بمن فيهم السياسيون والخبراء والمحللون والإعلاميون، فهو أن العالم سيستمر بإنتاج المزيد من القمامة والنفايات.
وقد يغيب عن البعض أن التخلص من النفايات مكلف للغاية … لدرجة أنه أحد التكاليف الأساسية لأي مدينة بيت أو منشأة في جميع دول العالم
إنتاج الطاقة من النفايات هو أحد الحلول الناجحة جدا للتخلص من النفايات و القمامة وتخفيف التلوث البيئي والتقليل من انبعاثاث غازات الاحتباس الحراري، وإنتاج الطاقة محليا.
يحتوي الغاز الناتج عن مقالب النفايات، المكون من الميثان بنسبة 50% وثنائي أكسيد الكربون بنسبة 50%، على كمية صغيرة من الملوثات. على عكس محطات تحويل النفايات إلى طاقة، هناك ضوابط قليلة أو معدومة على الملوثات من مقالب النفايات.
أن هناك زيادة مطّردة سنويًا في تراكم النفايات العالمية، والتي من المتوقع أن تصل إلى 3.4 مليار طن بحلول عام 2050، مقابل 2.4 مليار طن في عام 2022، وفق ما نشرت شركة الأبحاث وود ماكنزي.
وحذّرت الشركة من أن تراكم النفايات يتسبب في إطلاق انبعاثات ضارة بالبيئة، في الوقت الذي يمكن استغلالها مصدرًا للطاقة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ترى وود ماكنزي أن أنظمة إدارة النفايات حاليًا غير كافية للتعامل مع حجم النفايات التي تزداد بشكل مطّرد سنويًا حول العالم، مؤكدة أن محطات معالجة النفايات لا تقلل من حجمها بصورة كبيرة، بل ينتهي بها المطاف إلى دفن 90% منها.
وحدة لإنتاج الكهرباء من النفايات- أرشيفية
وتتوقع أن تصبح محطات تحويل النفايات إلى طاقة أكثر أهمية خلال العقود المقبلة، موضحة أن 70% من النفايات العالمية مناسبة لتدويرها وتحويلها لهذا الغرض.
وفي حالة معالجة جميع النفايات العالمية في الوقت الراهن للحصول على كهرباء ووقود نظيف، فإنها ستعادل كميات الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية .
اذا ما علمنا ان الإنتاج الطبيعي للطاقة الكهربائية هو 500 إلى 600 كيلوواط ساعي من الكهرباء مقابل طن واحد من النفايات المحروقة.
وهناك طريقتان لإنتاج الطاقة من النفايات:-
الحرق المباشر، وإنتاج الميثان من مكبات النفايات !
إنتاج الميثان من روث الحيوانات !
أنشأ العديد من الدول والمدن محطات لتوليد الكهرباء أو الحرارة عن طريق الحرق المباشر للنفايات الصلبة.
في أوساكا باليابان، فتبدو محطة “مياشيما” لتوليد الطاقة من النفايات وكأنها إحدى مدن ملاهي الأطفال، ويأتي السياح من أنحاء العالم لرؤيتها. المحطة تحرق 330 ألف طن من النفايات الصلبة سنوياً، وقدرة إنتاجية تقدر بـ32 ألف كيلوواط من الكهرباء.
وهناك العشرات من المحطات المماثلة في اليابان
ومحطة “لوجانج زن” في شنغهاي في الصين من أكبر المحطات في العالم التي تحول النفايات الصلبة إلى طاقة حيث تحرق مليون طن من النفايات في السنة، بطاقة قدرها 60 ألف كيلوواط من الكهرباء.
وهناك عشرات المدن العالمية التي لديها محطات مماثلة في العديد من الدول الصناعية.
في الشارقة، حيث يتم حالياً بناء محطة لجمع النفايات الصلبة وتحويلها إلى طاقة في محطتها لتحويل النفايات إلى طاقة بقدرة 30 ميجاواط تكفي لتزويد 28 ألف بيت بالكهرباء. وسيتم معالجة 300 ألف طن من النفايات سنويا، حيث يسهم المشروع في تفادي الشارقة إرسال أي نفايات صلبة إلى المكبات بحلول 2021 .
والمشروع هو ثمرة تعاون بين شركتي “مصدر” و”بيئة”. ولعل من أهم فوائده أنه سيوفر 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، وهي كميات كانت ستحرق لتوليد الكهرباء إذا لم يتم بناء هذا المشروع. وسيتم تحويل هذه الكميات إلى القطاع الصناعي لاستخدامه كلقيم يخلق قيمة مضافة أكثر بكثير من حرقه في محطات الكهرباء. كما أن المشروع سيخفف
من انبعاث غازات الاحتباس الحراري بشكل كبير.
فوائد مشروعات تحويل النفايات الصلبة إلى طاقة
منافع اقتصادية: النفايات تحتاج إلى أرضٍ كبيرة، وتجهيز مكبات النفايات مكلف حيث تصل تكاليف تحضير مكبات النفايات الكبيرة إلى أكثر من 500 مليون دولار.
كما أن شحن النفايات برا وبحرا إلى مناطق أو دول بعيدة للتخلص منها مكلف أيضا.
فإذا تم مقارنة هذه التكاليف بتكاليف بناء محطة لحرق النفايات وتوليد الطاقة منها، نجد أن هناك وفورات كبيرة.
ومن ضمن الفوائد الاقتصادية عوائد بيع الكهرباء والمياه الساخنة والمعادن (السكراب أو الخردة).
وفي حالة البلاد المنتجة للنفط والغاز، فإن استخدام النفايات في توليد الكهرباء يعني توفير كميات من النفط والغاز للتصدير بدون أي تكاليف إضافية، أو استخدامها في مجالات تدر قيمة مضافة أكبر مما لو تم حرق النفط والغاز لتوليد الكهرباء.
منافع بيئية: لا شك أن حرق النفايات يولد غاز ثاني أكسيد الكربون وبعض الغازات الأخرى، إلا أنه لو نظرنا إلى صافي الغازات المنبعثة من البداية للنهاية لوجدنا أن مشروعات تحويل النفايات إلى طاقة صديقة للبئية. مثلا، من أهم الغازات المنبعثة من النفايات غاز الميثان، الذي يعد أخطر من غاز ثاني أكسيد الكربون بكثير. كما أن غاز ثاني أكيد الكربون الناتج عن الاحتراق أقل من حالة نقل النفايات إلى دول أخرى برا وبحرا، حيث إن الغازات المنبثقة عن عودام الشاحنات والسفن أكبر بكثير. ومن المنافع البيئة أن كمية الغازات الناتجة عن الاحتراق أقل من كمية الغازات الناتجة عن حرق الفحم أو النفط لتوليد كمية الكهرباء نفسها.
تنتج النفايات التي توضع في مكبات النفايات كميات كبيرة من الميثان نتيجة تحللها.
والميثان من أخطر غازات الاحتباس الحراري. لذلك يتم التخلص منه بأحد طريقتين، الأولى: وضع أنابيب عمودية من قلب المكب إلى سطحه وحرق الميثان. لهذا نرى في بعض الدول والولايات الأميركية شعلات نار متعددة تنير بعض الهضاب ليلا. هذه الهضاب ليست إلا مكبات نفايات. أما الثانية، بدلا من حرق الغاز، يتم تمديد أنابيب إلى محطة كهرباء مجاورة للاستفادة من الغاز، أو إلى مصنع مجاور لتسخين الماء أو أي أشياء أخرى.
مثلا، أحد أكبر مكبات النفايات في ولاية جورجيا الأميركية يبيع غاز الميثان إلى مصنع مجاور ينتج أطعمة للكلاب والقطط، حيث يستخدم الغاز من مكب النفايات في طبخ طعام الحيوانات.
إن عدم التعامل بشكل صحيح مع غاز الميثان في مكبات النفايات لا يؤدي إلى كارثة بيئية فقط، وإنما قد يؤدي إلى كارثة كبيرة بسبب الانفجارات والحرائق والانهيارات، وهو أمر حدث في عدة مدن عربية، وغير عربية. من هنا نجد أن الموضوع ليس عوائد مالية فقط، وإنما تجنب كوارث كبيرة، قد تؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات.
روث الحيوانات فرصة استثمارية ضائعة في عدد من الدول العربية. ففي مزارع الأبقار والخنازير الأميركية، وعدد من الدول الأوروبية، يتم تجميع روث الحيوانات في حفرة كبيرة، ويتم خلطه بالماء وبعض المواد المحفزة على التخمر، وينتج عن ذلك غاز الميثان، الذي يجمع ويباع لمحطة الكهرباء القريبة، أو يتسخدم في المزرعة نفسها إما لتوليد الكهرباء محليا أو لتسخين الماء.
خلاصة القول، مشروعات استخدام الطاقة من النفايات تحقق أهدافا اقتصادية وبيئية عدة، إضافة إلى خدمة المجتمع. وهناك القليل من المشروعات التي تحقق مثل هذه الأهداف مجتمعة.