التلوث الكهرومغناطيسي خطر دائم
بقلم :- معتز حكمت السعد
تنتشر الموجات الكهرومغناطيسية في البيئة في مدى طيف واسع من الأطوال الموجية ومن مصادر مختلفة لخدمة أغراض عديدة من حاجات الإنسان، ويتعرض الإنسان على مدى حياته للموجات الكهرومغناطيسية ذات ترددات متفاوتة تنبعث من عديد من المصادر الطبيعية والاصطناعية، وعلى سبيل المثال، تنشأ المجالات الكهرومغناطيسية عن عدة ظواهر طبيعية منها عمليات التفريغ في الشمس أو الفضاء أو أجواء الأرض ، كما تنشأ عن المصادر الاصطناعية التي تولد الطاقة الكهربائية أو التي تسير بالتيار الكهربائي، وتتسبب المصادر الاصطناعية في إحداث مجالات كهرومغناطيسية تزيد مستوياتها في بعض الحالات عن أضعاف المعدلات الطبيعية لهذه المجالات.إلا أن بعضها تنبعث بشكل متلازم وغير مرغوب فيه لكثير من العمليات التي تخدم الإنسان. حيث تعتبر خطوط الضغط العالي و خطوط النقل الأرضي و الأجهزة المنزلية و الأجهزة الكهربائية مثل شاشات التلفزة والكمبيوتر والمايكروويف والاتصال اللاسلكي ومصابيح الأشعة فوق البنفسجية وغيرها من مصادر الإشعاع .وقد نشأ في الآونة الأخيرة قلق كبير بين الناس بسبب الكهرومغناطيسية والتقارير السلبية للآثار الصحية الناجمة عن الحقول المغناطيسية فبالرغم من الدور الايجابي الذي تلعبه التقنيات التي تعتمد على إصدار وتوظيف الاشعاعات الكهرومغناطيسية في رفاهية الانسان في مختلف جوانب حياته، فإنها أصبحت مصدرا من المصادر التي تهدد الصحة، خصوصا عندما يزيد معدلها عن الحدود الامنة وتتحول الى تلوث بيئي خطير يؤثر على صحة الانسان بشكل مباشر، وتظهر نتائجه على فترات زمنية متفاوتة من عمر الانسان. وتتزايد معدلات امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية بفعل العديد من الأجهزة الكهربائية المنزلية ومسار خطوط الجهد العالي المتاخمة للمنازل والمصانع ومواقع التجمعات البشرية، كما تتزايد تلك المعدلات مع التوسع في تقنيات العلاج الطبي باستخدام أجهزة توليد الموجات المغناطيسية وفوق الصوتية ، وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن هناك قلقا عالميا سببه وجود ارتباط بين التعرض للموجات الكهرومغناطيسية وبعض الامراض التي تختلف درجاتها من بلد الى آخر، وقد ّتبنت منذ العام 1996 مشروعا دوليا لدراسة الاثار الصحية للإشعاعات الكهرومغناطيسية الصادرة عن محطات وخطوط كهرباء الضغط العالي، ومحطات البث الاذاعي والتلفاز، والرادارات والهواتف المحمولــة.
وقد تختلف حدة التأثيرات البيولوجية والصحية للمجالات الكهربائية والمغناطيسية و الكهرومغناطيسية بحسب معدلات تردد الإشعاعات وشدتها وزمن التعرض لها ومدى الحساسية البيولوجية للتأثير الإشعاعي في الفرد أو العضو أو النسيج أو الخلية الحية، وتزداد حدة التأثير الإشعاعي مع زيادة مستوى الجرعة الإشعاعية الممتصة داخل أعضاء الجسم المختلفة . وفي نفس الوقت ممكن للانسان التقليل من التاثيرات الصحية الضارة للتلوث الكهرومغناطيسي عن طريق عدد من الاجراءات منها التقليل من وقت استخدام الاجهزة الكهربائية الشخصية وفي حالة عدم استخدام الاجهزة الكهربائية يجب فصلها عن مصدر التيارالكهربائي وكذلك الجلوس بعيدا عن مصابيح الفلورسنت وكذلك وضع الهاتف النقال في مكان بعيد عن سرير النوم وعند الانتهاء من استخدام الحاسوب الشخصي يجب اطفاءه بصورة تامة فكل التقنية التي نستخدمها ونتصور انها تسهم في تسهيل اعمالنا اليومية وتطورنا فانها تاخذ من صحتنا وصحة اطفانا الشيء الكثير فيا لها من معادلة صعبة حيث تكون يد الانسان صاحبة المسبب الرئيسي لها .