التلوث البصري والتحدي العمراني
بقلم :- معتز حكمت السعد
تشويه لاي منظر تقع عليه عين الانسان ويحس عند النظر اليه بعدم الارتياح النفسي ويمكن وصفه بانه نوعا من انواع التذوق الفني او اختفاء الصورة الجمالية لكل شيء يحيط بنا من ابنية وطرقات و ارصفة ومن الامثلة على التلوث البصري سوء التخطيط العمراني لبعض الابنية من حيث الفراغات او من حيث بنائها والارتفاع العالي لاعمدة الانارة في الشوارع بما لايتناسب مع حجم الشارع واختلاف صبغ واجهة المباني استخدام الزجاج والالمنيوم مما يؤدي الى زيادة الاحساس بالحرارة واجهزة التكيف في الواجهات وانتشارالنفايات في الاراضي الفضاء وحول صناديق النفايات وانتشار الاسلاك الكهربائية بشكل غير منتظم خصوصا فيما يتعلق بالمولدات الكهربائية
ومن اسباب التلوث البصري عدم الاهتمام بالمقومات الجمالية في بعض المدن وفقدان الذوق والاحساس بالجمال و اسباب اقتصادية : ان نقص الامكانات الاقتصادية لدى الفرد والدولة على حد سواء يؤدي الى اقامة مناطق سكنية تفتقر للتخطيط وحسن الانجازو اسباب اجتماعية وسلوكية : ان زيادة نسبة مشكلة السكن وارتفاع نسب الفقرتجعل المواطن يفكر في السكن باعتباره مكان للنوم بغض النظر عن موقع هذا السكن ومساحته فاخر اهتماماته الطابع الجمالي للسكن مما يؤدي الى انتشار المظهر الخارجي المشوه و اسباب قانونية : عدم تصدي القوانين والقرارات المعمول بها للحد من المخالفات وضعف الاجراءات الجزائية فيما يتعلق بازالة المخالفات والاجراءات التقنية: فقد عملت التكنلوجيا على مضاعفة النفايات وساهمت بانتشارها .
بالاضافة ابعاد هذا التلوث التلوث النقطي : وهو الذي يتركز فيه التلوث في مساحات صغيرة مثل صبغ جزء من واجهة مبنى دون باقي الواجهة . هذا البعد يمس بالدرجة الاساس واجهات المباني والمساكن لذلك يعتبر من اخطر الابعاد.والتلوث الخطي :تشمل الخطوط احدى ابعاد التلوث مثل اعمدة الانارة باوضاعها وعدم انتظامها واسلاك الكهرباء والهاتف النقال فوق المباني هذا النوع يعتبر الاكثر مشاهدة ولديه تاثير هام على الصورة الجمالية والتلوث المستوي:كاضافة عناصر حديثة في صورة تعليقات ارتجالية لاتتماشى مع المبنى الاصلي او اضافة فتحات والتلوث الكتلي : وهو الذي يفقد فيه المبنى جوهره ونظامه وتصبح عناصر غير مترابطة مثل تجاورمبنيين من طرازين مختلفين كالمباني الجديدة التي تستخدم الزجاج والالمنيوم بجانب مباني عتيقة وتاريخية
ومن اهم اثاره البيئيية عدم الارتياح النفسي والضجر مما يسبب امراض نفسية مما يزيد من مستوى الجريمة في بعض الاحيان وتبني افكار عدوانية كذلك عدم التركيز وفقدان جمالية المكان لتباين الالوان وتغايرها يترك انطباع خاطيء ويقود الى عدم مراعاة البيئة والاهتمام بها يؤدي الى اخفاء سمات المدينة وتشويش صورتها المعمارية والهندسية
ومن اثاره الصحية زيادة افراز هرمون الادرينالين الذي تفرزه الغدة الكظرية المسؤول عن الخوف والقلق والتوتر والذي يزداد افرازه في المواقف السلبية والتي تعد الصور المشوهه من مسبباتها زيادة حالات تهيج القولون العصبي وزيادة في حموضة المعدة زيادة في مستوى السكر وضغط الدم ورفع مستوى ضربات القلب ومن ثم سرعة الانفعال فقدان الاحساس بالجمال وانهيار الاعتبارات الجمالية مما يضطر الانسان الى قبول كل التشوهات والمناظر الضارة بالذوق العام .
ومن اهم المعالجات للتلوث البصري التخطيط العمراني لبعض الابنية ومعالجة الفراغات المتروكة ووضع اعمدة الانارة بارتفعات مناسبة تتناسب مع الشارع واختيار مواقع ملائمة لجمع النفايات وتحويلها خارج حدود التخطيط العمراني والتنظيم والترتيب في استخدام اصباغ المباني بشكل متناسق يبعث الهدوء والراحة والتخلص من المباني المهدمة والعمارات المتهرئة حسب الضوابط والقوانين البلدية وسن قوانين تحد من انتشار البنايات الشاهقة امام المناظر الجميلة وكذلك دور التشجير سواء في الحدائق العامة والشوارع يجب زراعة انواع معينة في الشوارع تتلائم مع طبيعة المكان وتؤدي الدور المراد منها سواء من ناحية التنسيقات والتصميم العمراني او من ناحية بث الارتياح والهدوء النفسي نتيجة الرائحة الزكية التي تنتشر في المكان نتيجة تواجد اشجار تعطي شعور بالهدوء والسكينة وتلطيف المكان من خلال اطلاق كمية من الاوكسجين تجعل الانسان يقوم بنشاطاته المختلفة في جو خالي من التلوث واخيرا” وليس اخرا” هذا الموضوع يحتاج وقفة وتعاون وسائل الاعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية لان الاعلام هو وسيلة التواصل مابين المختصين وصانعي القرار لكي يكون هناك حلول ناجعة لاعادة مدينتنا الى سابق عهدها فهي بصرة الخير والعطاء فقد كانت مضرب الامثال لجمال طبيعتها وارثها الحضاري وتراثها المعماري.
.