المرأة (الأم) مفتاح تطور التربية البيئية
بقلم:- معتز حكمت السعد
في هذا العالم الواسع والمتجدد، تشكل قضية التوعية بالبيئة عند الطفل مسألة الساعة ومن ثمة فإنه من الضروري خلق وعي وثقافة بيئية لدى الأطفال. حيث يكتسب الاطفال مع أفراد الاسرة المعايير والقيم الأخلاقية من خلال التعلم والتقليد والنقل عن أوليائهم غير أننا نلاحظ و بكل أسف أن بعض اولياء الامور ليست لهم دراية كافية بأمور إعادة التدوير وضرورة العناية بالموارد البيئية مثل التربة والهواء والماء وكذلك الحفاظ على القيم الثقافية. ومن الواضح عند بعض الباحثين أن الأمهات اللواتي لهن دور كبير وفعال في تسيير تربية الأبناء،حيث يُعتبرن معنيات ومنشغلات أكثر من الآباء بالقضايا البيئية كما إنهن الأكثر اهتماما بالقضايا المتعلقة برفاهية وصحة الأسرة بما في ذلك جودة الظروف البيئية.علاوة على ذلك ممكن أن يكون لدى النساء مواقف إيجابية تجاه البيئة أكثر من الرجال. تُعَّرف الأسرة: بأنها نواة المجتمع بها تتم تنشئة الأطفال وإدماجهم في المجتمع وهي إحدى اهم الوظائف و بهذا الشأن تعتبر الأسرة المؤسسة التربوية الأكثر نجاح واهمية.
الأم : مدلول الأم يعني أصل كلمة أنجبت أو تبنت اطفال أو أكثر. للأم خصائصها الحيوية والنفسية والفسيولوجية والاجتماعية التي تؤهلها للقيام بالدور الأساسي في تسيير التنشئة الاجتماعية والثقافية والتربوية، وهي مصدر للأمن والعاطفة والرحمة للكائنات البشرية.
التوعية بالبيئة :
لتوعية الاطفال بالبيئة يجب اولا” بناء الشعور بالمسؤوليات تجاه البيئة والمجتمع. يجب لتوعية الأطفال بالبيئة أن يدرك الأطفال البيئة ويختبرونها سوى عن طريق الاتصال فإذا لم يتمكنوا من حفر التربة واكتشاف العناكب والحشرات والطيور والنباتات التي توجد حتى في أصغر ساحات اللعب سوف سيكونون حينئذ وهم في مراحل متقدمة من العمر أقل ميلا” لاستكشاف الطبيعة واحترامها وحمايتها.
التربية البيئية: هي عملية تعلم الهدف منها زيادة المعرفة لدى الناس، وزيادة وعيهم فيما يتعلق بالقضايا البيئة والتّحديات التي ترتبط بها وتشجيعهم على اتخاذ سلوكيات مستدامة والمساهمة في حماية البيئة.
أهداف التربية البيئية:
1. فهم العلاقة بين الإنسان والبيئة: التربية البيئية تسعى لتعزيز الوعي بالعلاقة المترابطة بين الإنسان والبيئة، مسلطة الضوء على التأثير المتبادل وضرورة الحفاظ على التوازن.
2. تعزيز الوعي بالمشكلات البيئية: يهدف التوجه التعليمي إلى زيادة الوعي بقضايا البيئة المستعصية مثل تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، لتحفيز الفهم الشامل لحاجة اتخاذ إجراءات فورية.
3. تحفيز السلوك المستدام : يسعى التعليم البيئي إلى توجيه الأفراد نحو اتخاذ قرارات يومية تحافظ على الموارد وتقلل من الآثار البيئية السلبية.
4. تطوير المهارات البيئية :يُعزز التركيز على المهارات البيئية الفردية، مثل فهم دورات الحياة البيولوجية والتدفقات الكيميائية، لتمكين الأفراد من المساهمة في حل المشكلات البيئية.
5. تشجيع المسؤولية الاجتماعية: يدعو التعليم البيئي إلى تحمل المسؤولية الاجتماعية تجاه البيئة، وتشجيع المشاركة في المبادرات والحملات البيئية.
المرأة والبيئة داخل الرحم :
يشكل رحم المرأة البيئة الأولى التي ينمو فيها الإنسان. تتحمل المرأة العبأ الأكبر، وتتمثل مسؤوليتها الأساسية في الحفاظ على بيئة الرحم نظيفة وخالية من الآثار السلبية والمميتة للمواد السامة والمخدرات. يتمثل دورها الأساسي في رعاية الجنين وإعطائه غذاء صحيا” ومتوازنا” أثناء الحمل.
دور الأم في اكتساب كفاءة النظافة البيئية:
أثبت علم النفس البيئي أنه لا يوجد طفل يتقن فن النظافة تلقائيا” بل يتحقق اكتساب هذه الكفاءة بفضل جهود مضنية من قبل الأم.
دور الأم في التأكيد على إعادة تدويرالنفايات:
تلعب الأمهات دورا“ رئيسيًا في إعادة تدوير النفايات البيئية، حيث يبدأ هذا الدور باستخدام النساء للحاويات القابلة للتحلل، ما يساهم في الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية. تستطيع النساء إقامة مشاريع منزلية عن طريق إعادة تدوير النفايات البيئية. مثال: إعادة استخدام فضالة القماش في زخرفة المنزل. تشارك العديد من الأمهات أيضا في الأنشطة التعليمية لأطفالهن وذلك بمساعدتهم في أشغالهم اليدوية مما يساهم في تحسين المجال البيئي وفي ضمان الاستدامة.
دور الأم في تنمية الوعي البيئي عند الأطفال:
يجب أن يكون عند الأطفال وعي بأسباب اضطرابات البيئة وتأثير تلوثها على الإنسان. لذلك فمن المهم أن تتم التربية عن طريق المحادثة وبتوظيف التجربة العائلية في مجال حماية البيئة.حيث تعتبر الحكايات والروايات ذات أهمية كبرى أيضا من أجل تنمية وتكوين الوعي البيئي عند الأطفال. ويتعلق الأمر بالطبيعة من خلال الأغاني والقصص والحكايات الخيالية ونصوص أخرى. سيؤثر سلوك الوالدين أثناء السفر والسفرات القصيرة الى الاماكن المفتوحة والمبادرات والحملات التطوعية أيضا في سلوك الأبناء.
دور الأم في التربية للحفاظ على التنوع البيولوجي:
تتحمل الأمهات العبء الأكبر في مجال التربية والتعلم للحفاظ على التنوع البيولوجي. عندما تقوم الأم بتربية أطفالها على العناية بالنبتة عن طريق زرعها في الحديقة العائلية أو داخل المنزل، وعن طريق العناية بالنباتات وحفظها في الحدائق العمومية والحظائر والشوارع، وكذلك فإنه برعاية الحيوانات الأليفة يتطور عند الطفل اهتمام وجداني تجاه المكونات الحية للبيئة.
المستوى التعليمي للأمهات والتربية البيئية:
إن الأنشطة المنزلية العامة التي تقوم بها الأم يمكن أن تشكل وعيا” بيئيا” لدى الأطفال تجاه البيئة. بيد أن الأمر يترتب على المعارف والمفاهيم البيئية للأولياء (الأمهات) وأساليبهم لتعليم أطفالهم كي يكون لديهم إلمام في مجال البيئة. قد أظهرت بعض الدراسات أن الطلبة الذين تتمتع أمهاتهم بمستوى جامعي تكون لديهم مسؤولية أكبر تجاه بيئتهم، ويتبنون في كثير من الأحيان سلوكيات تحترم البيئة ويبدون استعدادا” لحماية البيئة أكثر من الطلبة الذين أمهاتهم المستوى الابتدائي.
مقترحات وتوصيات لتعزيز دور المرأة :
• ضرورة توفير الحوافز المادية والمعنوية لتعزيز قدرات المرأة.
• التخطيط لأشراك المرأة في التنمية على المدى القريب والبعيد يعيد النظر لدور المرأة ويرفع من مكانتها.
• دعوة الدارسين والباحثين لدراسة نماذج قيادية نسائية والكشف عن خصوصياتها في العمل الناجح .
• الاهتمام بالمنظومة التشريعية والتي تحقق فعلا” الاحترام والتقديرللمرأة.