ارتفاع الحرارة وتاثيراتها النفسية يدق ناقوس الخطر في البصرة
بقلم:’ معتز حكمت السعد
الحرارة الشديدة لها آثار كبيرة على الصحة العقلية والسلوك.تجعل الحرارة الشديدة الكثير من الناس غريبي الأطوار أو سريعي الاهتياج والغضب.وتعتبر موجات الحرارة ليست حميدة، وفترات غير مريحة خاصة للأفراد الذين لديهم مخاطر صحية عميقة مرتبطة بزيادة معدلات القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة كما تزداد معدلات الانتحار خلال الفترات التي تمتاز بالحرارة الشديدة . في الواقع تعتبر الحرارة الشديدة الآن السبب الأكبر للوفاة المرتبطة بالطقس حيث تتجاوز الأعاصير والبرق والأعاصير والفيضانات والزلازل مجتمعة .
حيث شهدت الهند وهي دولة تعاني من فقر مدقع خامس موجة حارة دموية في التاريخ في عام 2015 وتسببت هذه الموجة الحارّة في وفاة 2500 شخص بسبب الحرارة وعلى سبيل المقارنة أفاد مركز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة أنه بين عامي 1999 – 2010 كان هناك 618 حالة وفاة سنوياً بسبب الحرارة الشديدة رغم توفر الوصول إلى أجهزة التكييف بسهولة أكبر من غيرها من البلدان الفقيرة .
ومما لاشك فيه ان ارتفاع الحرارة ناتج عن مجموعة من الاسباب التي تعتبر مصدر من مصادر التغيرات المناخية الظاهرة الاكثر اهمية في وقتنا الحالي منها زيادة الانبعاثات الغازية الناتجة من المنشأت النفطية والمنشأت الصناعية والانبعثات الناتجة عنهاوكذلك ازدياد عدد المركبات التي تعمل بالوقود الاحفوري نتيجة الزيادة السكانية ومحطات توليد الطاقة الكهربائية والمولدات الكهربائية المنتشرة في الاحياء السكنية نتيجة نقص الطاقة الكهربائية وكذلك المشكلة الكبرى وهي قلة الغطاء النباتي وتحويل الاراضي الزراعية الى اراضي سكنية فهي تحل مشكلة ولكن تخلق مشكلة اكبر حيث تصل نسبة الاراضي القاحلة في البصرة الى اكثر من 89% حسب الصور الفضائية هذا يعني ان ارتفاع الحرارة في البصرة سوف يكون الاكثر على مستوى العراق والسبب معروف لانها الاكثر انتاج للنفط والاقل غطاء نباتي وهذا يعني ان العواقب سوف تكون وخيمة من ناحية التأثيرات الصحية والنفسية على الانسان وهذا ينعكس ايضا”على الجانب الاقتصادي من خلال ان البصرة تحتاج الى خدمات طبية من مستشفيات ومؤسسات صحية ومصحات نفسية ومتخصصين في المجال النفسي اكثر من بقية المحافظات نتيجة لتأثرها بالتغيرات المناخية بشكل ملفت للنظر. حيث يمكن أن يكون للحرارة الشديدة آثار كبيرة على الصحة النفسية وسلوك الأفراد
نذكر في ما يلي بعض آثار الحرارة الشديدة على السلوك والحالات النفسية:
العنف:
تؤكد الدلائل أنّ هناك ارتباط بين الحرارة الشديدة وازدياد العدوانية، حيث يؤدي الانحراف المعياري لارتفاع درجة الحرارة إلى زيادة بنسبة 4٪ في العنف، وهذا له آثار كبيرة على العنف المنزلي وله آثاره على النساء والأطفال.
كما أنّ نسبة الانتحار وهو شكل من أشكال العنف تحول على الذات- تزداد خلال الحرارة الشديدة. تُظهر الأبحاث زيادة في معدلات الانتحار بنسبة 0.7 ٪ في الولايات المتحدة و 2.1 ٪ في المكسيك خلال الفترات التي تزداد حرارتها 1 درجة مئوية عن متوسط درجات الحرارة الشهرية.
تغيّر المزاج:
قامت إحدى الدراسات بتحليل أكثر من 600 مليون اتصال عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووجدت زيادة في اللغة الاكتئابية والتفكير في الانتحار المرتبط بزيادة درجات الحرارة مما يشير إلى انخفاض في الصحة العقلية.
المعرفة :
تدعم مجموعة متنوعة من الدراسات الاستنتاج بأن الحرارة تُضعف من الوظائف الإدراكية، حيث لوحظ أن المهام الإدراكية المعقدة مثل الذاكرة العاملة قد تضعف بشكل كبير بسبب الضغط الحراري.
الأرق:
يعتبر النوم وظيفة أساسية للمحافظة على الصحة النفسيّة والصحة بشكل عام، و يؤثر الحرمان من النوم على الحالة المزاجية والإدراك.
تبدأ عملية النوم الطبيعي عن طريق انخفاض درجة حرارة الجسم الأساسية، لذلك تسهم زيادة الحرارة في زيادة الأرق وتفاقمه مع زيادة الرطوبة، مع إمكانية تفاقم جميع الصعوبات النفسية وقدرات المواجهة للفرد، وهذا له آثار على الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الحارّة أو للأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى الهواء أو استخدام التكييف لتوفير أجواء أقل حرارة وأكثر راحة.
مستويات السيروتونين: قد يلعب هبوط مستوى السيروتونين دورا” في الشعور بالحزن وهي مادة كيميائية في الدماغ (ناقل عصبي) تؤثر على الحالة المزاجية حيث يمكن أن يسبب ارتفاع درجات الحرارة الى مستويات متطرفة انخفاضاً في مستويات السيروتونين الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب.
التوصيات والمقترحات :
- على وسائل الاعلام اخذ دورها بالتوعية البيئية واتخاذ الاجراءات التي تقلل من تأثير الحرارة .
- على الجهات المعنية تطوير قدرات المتخصصين بالارشاد وعلم النفس ليقوموا بدورهم لمعالجة المشاكل الناتجة من تأثير ارتفاع الحرارة وتأثيراتها النفسية .
- على الحكومة استثناء محافظة البصرة من القطع المبرمج للكهرباء لانها تعاني من طقس حار وفي بعض احيان رطب طيلة فترة الصيف وهذا مايحدث حاليا” .
- على المواطن تجنب التعرض المباشر لاشعة الشمس في فترة الصباح وكذلك في فترة الظهيرة قدر المستطاع للتقليل من تأثيرات الحرارة عليه .
- على الموطنين شرب كميات من السوائل لتبريد الجسم وتعويض السوائل المفقودة قدر الامكان.
- ممكن للمواطنين الابتعاد عن الجو الحار والرطب والسفر الى اماكن اقل حرارة داخل العراق لفترة معينة للترويح عن النفس وتهذيب الحالة النفسية التي ممكن ان تكون في اسوء حالاتها في فترات الحرارة المتطرفة .