الغاز الإيراني و شاهد الباكستاني يقلبان المعادلة في المنطقة ..!!
بقلم الخبير المهندس :- حيدر عبدالجبار البطاط
تعتبر التطورات الجيوسياسية والاقتصادية المرتبطة بأنبوب الغاز الإيراني إلى باكستان وتجهيز صواريخ ( شاهد) الباكستانية لإيران من القضايا المهمة التي قد تغير موازين القوى في الشرق الأوسط وجنوب آسيا.
هذه التحركات تحمل تأثيرات على التحالفات و القوى، والتوازنات الاستراتيجية في المنطقة.
1. أنبوب الغاز الإيراني إلى باكستان: تعزيز التحالفات الاقتصادية والاستراتيجية
إيران تمتلك واحدًا من أكبر احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم وكانت تسعى منذ سنوات لتوسيع صادراتها إلى جيرانها !!
أنبوب الغاز الإيراني إلى باكستان المعروف باسم ( مشروع خط أنابيب السلام) يمثل خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
هذا المشروع قد يساهم في تحقيق مصالح عدة للدولتين:
• تلبية الاحتياجات الطاقوية لباكستان:
باكستان تعاني من نقص حاد في الطاقة، وهذا الأنبوب سيوفر لها مصدرًا ثابتاً ومضمونًا للغاز و بالتالي يساهم في تحسين اقتصادها وتعزيز بنيتها التحتية الطاقوية.
• تعزيز العلاقات الإيرانية-الباكستانية:
المشروع سيعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين، ويمكن أن يفتح الباب أمام تحالفات استراتيجية أقوى، مما يقلل من اعتماد باكستان على القوى الغربية والجهات الأخرى لتلبية احتياجاتها الطاقوية.
• تأثيره على المنطقة:
هذا التحالف قد يثير قلق بعض القوى الإقليمية، مثل السعودية والولايات المتحدة، التي تسعى إلى الحد من نفوذ إيران في المنطقة وقد يؤدي إلى تغير في ديناميكيات العلاقات بين دول المنطقة، خاصة مع تصاعد التنافس الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
2. تجهيز صواريخ “شاهد” الباكستانية لإيران:
التحولات العسكرية والأمنية
في الجانب العسكري، تشير تقارير إلى أن باكستان قد تزود إيران بصواريخ “شاهد” الباليستية و هذا التعاون العسكري يمثل تطوراً مهماً قد يغيّر التوازن العسكري في المنطقة:
• تعزيز القدرات الدفاعية الإيرانية:
إيران تعتمد على تطوير قدراتها العسكرية الذاتية لتعزيز موقفها الدفاعي والهجومي في مواجهة التحديات الإقليمية و حصولها على تقنيات صواريخ متقدمة مثل “شاهد” سيعزز موقفها في المنطقة، خاصة في مواجهة إسرائيل .
• تأثيره على العلاقات الإقليمية: تجهيز إيران بهذه الصواريخ قد يثير قلق دول كثيرة ، وربما تدفع دولًا اخرى إلى تعزيز قدراتهما الدفاعية أو الدخول في تحالفات عسكرية جديدة.
• البعد النووي: رغم أن صواريخ “شاهد” ليست بالضرورة مرتبطة ببرنامج إيران النووي، إلا أن التعاون العسكري ( الباكستاني-الإيراني ) قد يثير مخاوف بشأن احتمال حصول إيران على قدرات نووية مستقبلاً، خاصة وأن باكستان تمتلك بالفعل سلاحًا نوويًا.
3. التداعيات الاستراتيجية على الشرق الأوسط
هذه التطورات قد تؤدي إلى تحولات كبيرة في المعادلات الإقليمية:
• إعادة ترتيب التحالفات:
العلاقات بين إيران وباكستان قد تدفع بعض الدول العربية إلى إعادة النظر في تحالفاتها !!؟
وربما التوجه نحو تحالفات جديدة مع في محاولة لموازنة النفوذ الإيراني المتزايد !!
• تعزيز الدور الصيني والروسي:
مع تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري بين إيران وباكستان، قد نرى تدخلًا أكبر من الصين وروسيا، اللتين تسعيان لتعزيز نفوذهما في المنطقة، سواء من خلال الدعم الاقتصادي أو العسكري لهذا التحالف او الدخول في تحالف رباعي .
الخلاصة
دخول أنبوب الغاز الإيراني إلى باكستان وتعاونها العسكري المحتمل مع باكستان في مجال الصواريخ يمثلان تغييراً جوهرياً في معادلة القوى في الشرق الأوسط وجنوب آسيا. هذه التطورات قد تؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات الإقليمية مما يتطلب مراقبة دقيقة وردود فعل محسوبة من جميع الأطراف المعنية !!