حوار الاديان وئام ومحبة في العراق 

 

بقلم د.علاء الشغانبي

يجب ان يشاع ويستمر العمل في صحافة حوار الاديان لنشر السلام والوفاق بين الثقافات والديانات المختلفة في العالم. في عدة مناسبات قد احتفل العراقيون انذاك بحفاوة بالغة في ظل وعلى رغم تفاقم الوضع الطائفي والعنف المخيم على البلاد وفي اوقاته وايامه الصعبه.

وقد شملت الفعاليات زيارات متعددة للأماكن المقدسة للديانات العراقية من كنائس مسيحية ومعابد للديانة الإيزيدية ومراقد مقدسة لأئمة الشيعة

لذا ضرورة العمل الإستراتيجي لترسيخ الوئام بين الأديان العراقية والتجاوز من مجرد البرامج والفعاليات الدعائية والإعلامية.

و يجب العمل على اصلاح القوانين المرتبطة بحماية الوئام الديني والمناهج الدراسية المتضمنة لصور خاطئة عن بعض الديانات والمذاهب

وضرورة نقد الصور النمطية الرائجة في العراق و من باب المثال أن هناك صورة عامة في المجتمع تربط بين الديانة الايزيدية وعبادة الشيطان ومن ثم اعتبار أماكنهم المقدسة معابد للشيطان. ولأول مرة في تاريخ هذه الديانة، اتذكر قام عدد من رجال دين مسلمين ومسيحيين وصابئة بدعوة من من الترميذا بالصلاة في معبد لالش الايزيدي لنقد الصورة النمطية السائدة ضدهم

لا شك في ضرورة القيام بهذه التسميات والفعاليات، ولكن ما ينقصها بخصوص العراق هو تغليب الجانب الدعائي والاعلامي على تقديم الحلول الواقعية للأزمة الطائفية والعنف الديني في العراق. العراق بحاجة الى تشريع قوانين صريحة، صارمة وذات ضمانات واقعية لحماية التلائم الديني والصدّ عن كل أنواع العنف والتمييز الديني.

هناك عدد كبير من القوانين المتبقية من عهد النظام السابق والتي تتضمن تمييزاً ضد اديان محددة مثل البهائية. فيجب العمل على إزالة تلك القوانين وتشريع قوانين من الجهة الأخرى تمنع أي نوع من التمييز والعنف ضد كل الآراء والمعتقدات الدينية وغيرها.

العراق يحتاج تغيير جوهري في المناهج الدراسية التي ما زالت تروج لصور نمطية خاطئة ضد الآخر ما تساعد في اتخاذ العنف ضدهم.

لذلك هناك ضرورة لتأسيس مناهج دراسية جديدة تعلم وتدرب الأجيال الحديثة على ضرورة الحفاظ على التنوع الخلاق في البلد واحترام جميع المعتقدات والديانات والمذاهب بوصفها خيارات شخصية للفرد العراقي ونابعة من ارادته الحرة في اختيار عقيدته

وأخيراً ما يصعب فهمه على الكثيرين من الناشطين في مجال التسامح الديني هو أنه لا يمكن تقديم نسخة ناجحة من الوئام الديني من داخل رؤية دينية محددة. بل الحل الوحيد للوئام هو الاعتراف بحيادية الدولة تماماً بحيث يمكّنها من ضمان الحريات للجميع ومنع كل أنواع الاعتداءات من مختلف الجهات. وحينئذ سيمهد الطريق للتواصل الثقافي بين الديانات والمعتقدات المختلفة في البلد والعمل معا لتحقيق الأهداف المشتركة بينهم

زر الذهاب إلى الأعلى