منتصرٌ مغلوب

 

بقلم:- هاجر قاسم

منذ مدة وأنا اقرأ كتاب الأمام عليّ في محنة الثلاث

استوقفني نصّ من الإنجيل كُتِبَ فيه : ( أيُّها الإنسان ، أنت تسير في طُرقٍ مُزدحمة سُرْ في طُرقٍ يقلُ سالكيها تلك التي لا يزدحم من يمشي فيها )

حاولت أن ألآحظ تطبيق هذا النص في مجتمعي أو لربّما قد تم العمل به من قبل بعض الأشخاص إلا أنني وجدتهم يهتفون باسم هذا ويروجون له حُبّ الخير والسعي إليه ، المثير للاستهزاء أنهم أنفسهم من حارب أبويه على أن يخضع له؟!

من هنا عزيزي افهم ( أن العبودية هي من تسيطر على أرواح الجماهير ) كيف ؟

أي العقل الجمعي بمعنى : ( ما يحدث حولك من جدل سياسي لاذع لأجل السلطة ، ثُمّ انتبه إلى انقسام الشعب إلى فئات مختلفة كُلٌّ إلى حزبهِ ماضٍ يجمعهم حدث واحد بمشاعر متشابهة من حُبّ، عاطفة ، نفور ، كره وهذه الايعازات تجرهم بهم إلى هاوية الشخص الواحد بما يحمله من تشكيك للرأي الواضح وتشكيك بعقيدة المستقل الثابت) .

وأنا حقيقة أصفُ هذا الضياع بالغثيان العقلي الفكري

لنفترض بإنك الآن تشجع فريق ما جرب أن تحضر مباراة له وحدك فيسجل لاعبك المفضل هدفًا بحركة مثيرة للدهشة مالذي سيحصل ؟ هل ستتصرف كما تتصرف مع رفاقك لو اجتمعتم في مقهى وشجعتم هذا اللاعب بل كيف ستكون ردود أفعالكم؟ مختلفة؟ هل أنت متأكد ؟ بل عبارة عن انفعال سريع وتهور معتاد ومتوقع رغم أنك في قرارة نفسك غير مقتنع على ردة الفعل المبالغ فيها لكن أخذتك الحمية بالهتافات والصرخات فقط ؛ لأنك امتثلت لسلوك الجماعة فأنت قضيت وقت بسيط معهم ، وما فعلتموه تبعًا لمظهر الهيبة المتصف بها ذلك اللاعب في ذاك الفريق .

أنت ومن معك تتشاركون نفس المشاعر .

هل عرفت الآن مايعني العقل الجمعي هل تستطيع تفنيد فكرة ما قلته ببراهينك وحجّجك الواهمة؟

محرّك الأمّم، وقائد كل الجيوش ومدفعية كل الحروب، هو الذكاء، والغلو في العاطفة هو غيابٌ للعقل.

غوستاف لوبون

زر الذهاب إلى الأعلى