“١٦” يوماً برتقالياً، وباقي الأيام أحمرٌ دمَويّ…

 

 بقلم :- بيار الظاهر 

حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر «اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة»

لقد وقع اختيار النشطاء على هذا التاريخ في 25 تشرين الأول كيوم لمناهضة العنف ضد المرأة منذ عام 1981. وجاء الاختيار على إثر الاغتيال الوحشي عام 1960 للأخوات ميرابال الثلاثة وهن ناشطات سياسيات من جمهورية الدومينيكان، وفي عام 1991،  أطلقت الأمم المتحدة حملة   ١٦ يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، وهي حملة عالمية بهدف مناهضة جميع أشكال العنف الموجه ضد النساء والفتيات حول العالم. وتبدأ الحملة من 25 نوفمبر إلى 10 ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وقد تم تخصيص اللون البرتقالي لوناً لهذه الحملة في دلالة إلى مستقبل أكثر إشراقًا وعالم خالٍ من العنف ضد النساء .

في ظل العمل المؤسساتي والمدني من أجل مُناصرة المرأة وفي ظل مواكبة ترندات “الدفاع عن حقوق الإنسان” و”النسوية” وفي ظل موضة اللون البُرتقالي ومَنشورات “اتحدوا” سؤال يراودني لِمَ حقوق المرأة  محدودة في يومٍ أو أيام؟ ثُم يُعاد ويعتاد المَشهد من قتل وتعنيف وحرمان وتحرش وتسلط ولا مساواة، من انتهاكٍ للحقوق ولكيان المرأة نفسه في كلِ يومٍ مع المشاهدة بصمت.

هُناك ثمة أسئلة يجب أن تُطرح قبل العمل على مشروعٍ نَسوّي يقتصر على رفع “هاشتاق” أو حملة محلية نهايتها صور تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي (لماذا حالات التعنيف ما زالت مُستمرة؟) و(ما الذي يدفع المرأة للسكوت عن حقها؟)، (وما هي نهاية المُعَنِف؟) ،(أي سلطة أقوى تحكم وتنصف وتُساعد المرأة للوصول لحقها المشروع ولبر الأمان العشيرة أم القانون؟)…

ووفقاً لتقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة فأن واحدة من كل ثلاث نساء في جميع أنحاء العالم، يتعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي. وما يدفعني للتشكيك في كل احصائية متعلقة بتعنيف النساء هو إني أرى تقريباً  كل النساء معنفات بطريقةٍ أو بأخرى، عند السكوت  عن الحق مُراعاة لإسم العائلة والمجتمع فهو تعنيف، عند الأستمرار في بيئة عمل مُهجنة بالتحرش فقط من أجل الراتب فهو تعنيف، عند أجبار الزوجة على فراش الزوجية فهو تعنيف، عند أجبار المرأة على الحمل من أجل “الولد” فهو تعنيف، عند الاستخفاف بما تفعله الدورة الشهرية في حالة المرأة فهو تعنيف، عند الزواج من إبن العم قسراً فهو تعنيف، عند الاجبار على لبس الحجاب أو خلعه فهو تعنيف، حرمانها من حقها السياسي فهو تعنيف، وتطول القائمة وبالمختصر كُل ما يُشعر المرأة بأنَّ شيء ما خدش كيانها فهو تعنيف بغض النظر عن نوعه، جسدي، جنسي، لفظي، أُسري، أقتصادي، نفسي والخ…

إن هذا اللون البرتقالي يجب أن يكون شعاعاً يدخل ضمائر العالم أجمع و يُنّور العقول ويجعلهم مستوعبين بأن المرأة مخلوق بشري له حق الكرامة والعيش وإن أبسط حقوق المرأة  بأن يُسمع صوتها وينصفها القانون…

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى