عدد من أصدقاء السياب وزملائه في المرحلة الابتدائية ونخبة من المبدعين يتحدثون عنه في الذكرى ال 59 لوفاته
سعدي السند
أحيا مبدعو دار الأدب البصري ومنتدى السياب الثقافي بالتعاون مع قصر الثقافة التابع لدائرة العلاقات الثقافية العامة في وزارة الثقافة وبحضور جميل من أهل البصرة … الذكرى السنوية ال (59) لوفاة الشاعر بدر شاكر السياب .
ألسياب أحد أهم الشعراء
العراقيين والعرب
المناسبة لم تكن تقليدية أبدا لأن الشاعر السياب المولود في البصرة عام 1926 أحد أهم الشعراء العراقيين والعرب في القرن العشرين ورائد القصيدة الحديثة في الشعر العربي وأمتلك منذ صغر سنه موهبة كتابة الشعر حيث بدأ بالكتابة عام 1941 وبزغ نجمه كشاعر عندما التحق الى دار المعلمين في بغداد وقبوله كطالب في الدار واختار دراسة اللغة العربية وتصاعد نجمه أكثر مع مرور السنين وحتى وفاته في الرابع والعشرين من كانون الأول عام 1964 لتتواصل بعد رحيله كتابات النقاد والباحثين والدارسين لشعره ومحبي ابداعاته ولم تتوقف الى الآن كونه شكّل ويشكل صفحة مهمة جدا في كتاب الشعر العربي …. وكان الكثير من مضامين هذا الألق السيابي التاريخي محور أمسية اليوم في رحاب قاعة القصر والتي أدار آليتها وأبدع في عرافتها الشاعر والقاص والروائي المبدع حازم العلي
شكرا للقائمين على الامسية
وللحضور الأكارم بدأت الأمسية يقراءة في كتاب الله العزيز للقارئ الحاج نزار محمد …
وقف بعدها الحاضرون لقراءة سورة الفاتحة المباركة على روح شهداء العراق وشهداء غزة وعلى روح السياب …
ثم تقدم مدير الجلسة بتقديم الأمتنان والشكر بأسم الحضور المحترمين جميعا الى دار الأدب البصري ومنتدى السياب الثقافي والى قصر الثقافة في البصرة الذي تعاون على اقامة هذه الفعالية المهمة وضيّف هذه النخبة المبهجة في رحاب قاعته التي اعتادت ادارة القصر ممثلة بمدير القصر الزميل باسم حسين غلب على أن يبقى بابها مفتوحا لكل نشاط يخدم البصرة بكل شرائحها الكريمة الطيبة المحبة للثقافة .
حقق نقلة تاريخية بالشعر العربي وكل الأساتذة الذين تحدثوا في أمسية اليوم وهم زكي الديراوي مدير دار الادب البصري و اسعد خلف رئيس منتدى السياب الثقافي وباسم حسين غلب مدير قصر الثقافة وحسن سوادي وياسين صالح العبود وقاسم محمد علي وعمر عبدالعزيز … أشاروا الى ان السياب في اربعينيات القرن الماضي بدأ مرحلةً جديدةً بكتابة الشعر التي امتازت بغزارة الإنتاج، حيث وضع عدة دواوين شعرية في البداية ومنها (أزهار ذابلة) وديوان (أساطير( ومن ثم روائعه (أنشودة المطر) و(المعبد الغريق)، و(منزل الأقنان)، و(شناشيل ابنة الجلبي)، وغيرها وفي تلك المرحلة بدأ ينأى بشعره عن منحنى الشعر التقليدي القديم، ويسعى لبناء أنماط جديدة للقصيدة، فأصبح في مقدمة الشعراء المجدّدين في الشعر العربي الحديث، حيث وضع في نهاية الأربعينيات أول قصيدةٍ له بأسلوبٍ جديدٍ من حيث الوزن والقافية وهي قصيدة (هل كان حباً) وأكدوا ايضا ان تجربة السيّاب في هذا المضمار تجربة رائدة، لأنها استطاعت أن تواصل عملية التطور التي طرأت على القصيدة العربيّة خلال تاريخها الطويل، كما أنها تغلبت على الجمود الذي ظلّ مخيماً على القصيدة العربيّة سواء أكان في الشكل أو المضمون، وهذا الانعطاف ليس بالشيء اليسير إلا أن السيّاب استطاع أن يفجّر ينابيع الإبداع ويجعل الشعر العربي يواكب الأحداث التي مرت بها الأمة العربيّة، وينقل الشعر إلى آفاق أخرى بفضل ما يمتلكه من مواهب وقدرات.
كما تحدث المشاركون من أصدقاء الشاعر بدر شاكر السياب في قرية جيكور التي ولد وترعرع فيها و وتحدث من كانوا معه في الدراسة الابتدائية عن جوانب من حياة السياب في القرية وفي المدرسة .
كتاب بدر شاكر السياب /
أوراق عائلية وشهادات ودراسات
وتحدث ايضا الدكتور مصطفى مهدي حسين والاستاذ فائق عبدالحافظ السياب عن مؤلفهما الموسوم ( بدر شاكر السياب …. أوراق عائلية … شهادات ودراسات … نصوص في الشاعر الزمان والمكان ) والذي اكدا فيه ان الحقيقة الاساسية عن سيرة الشاعر لا تكتمل الا بفكر المجموع وذاكرته فالسياب وغيره من المفكرين والفنانين قد لا تتجلى صورته تماما بما كتب عنه هنا وهناك سواء في النقد ام السيرة ام التحليل فهناك على الدوام ساء علمنا ام لم نعلم من يملك شيئا ما عن الحقيقة ظل خافيا عن الكتّاب والباحثين قد يفيد في مجال ما وقد يكون هذا الكتاب (اوراق عائلية ) من ضمن مايضيف جديدا آخر لجعل الصورة اكثر وضوحا واقرب الى الاكتمال لوحات للشاعرة والتشكيلية
المبدعة خلود بناي البصري وعلى هامش الأمسية عرضت الشاعرة والفنانة التشكيلية المبدعة خلود بناي البصري أربع لوحات من ابداعاتها والتي تخص جوانب من حياة الشاعر بدر شاكر السياب ومختارات من قصائده وقد حصلت اللوحات على اعجاب الحضور الأكارم ونالت استحسانهم وأثنوا على التجربة الأبداعية التشكيلية عند خلود بناي .