مقاهي البصرة أيام زمان
تشتهر البصرة بكونها بؤرة إبداع في كافة حقول المعرفة والفن، وتشتهر أيضا بمدرستها النحوية التي كانت تنافس مدرسة الكوفة، من هذه المدينة ظهر العشرات من المبدعين الذين سجلوا حضورهم لا على مستوى العراق فحسب بل والوطن العربي واحيانا على مستوى العالم، وقد ازدهرت مقاهي المثقفين وتعددت في هذه المحافظة الجنوبية التي تجمع بين بيئات جغرافية مختلفة، هنا ذكر بعضه
*مقهى أم السباع*: سمي بهذا الاسم لوجود تمثالين لأسدين في بوابته، يقع في البصرة القديمة. بعد مركز شرطة البصرة، كان يرتاده عدد من الأدباء والفنانين العراقيين والكويتيين الذين اعتادوا قضاء عطلة نهاية الاسبوع فيه للروابط الاسرية التي تربط اهل البصرة بأهل الكويت، ولعل اهم فنان كويتي كان يجلس فيه هو الراحل المبدع عوض الدوخي، وصديقه عازف الكمان سلومي “عبدالسلام احمد عبدالرحمن” الذي مات في الكويت ودفن فيها، والدكتور عبدالوهاب لطفي وكذلك المؤرخ المرحوم حامد البازي واللاعب الدولي توفيق حسين واللاعب الدولي قاسم خشم والمصارع المشهور محمد يهلوان، اما من الجيل القديم فنذكر اهم شخصية في أواخر العهد العثماني “صبري افندي” صندوق امين البصرة الذي أحبته الفنانة صديقة الملاية وخلدته بأغنية مشهورة حتى الآن (الله يخلي صبري. . صندوق امين البصرة).
مقهى التجار: ويقع في الشارع الموازي لشارع الهنود قرب سوق البزازين (سوق القيصرية). وكان يجلس فيه كبار تجار البصرة امثال عبدالكريم الخضيري، وعبدالنبي الشمخاني، وسليمان الذكير، وعبدالقادر باش اعيان، وابراهيم البجاري وابراهيم الحاج عيسى، وعيسى محمد صالح، ومحمود فخرالدين، وهاشم النقيب اضافة الى شيوخ الإقطاع في الفترة الملكية.
مقهى الناصرية: يقع في شارع المطاعم بالعشار، ويرتاده الطلاب من أهل الناصرية الموجودون في البصرة.
مقهى الجمعية: من اقدم مقاهي البصرة تأسس في بداية القرن العشرين ويقع في سوق الهرج بمنطقة البصرة القديمة ايضا.
مقهى شنيف: ويقع في سوق الصاغة في محلة مقام علي مقابل مسجد الخضيري .
مقهى الشناشيل: ويقع في البصرة القديمة، ويسمى ايضا مقهى “هاتف” نسبة الى صاحبه، وقد افتتح في الثلاثينات من القرن الماضي، اهم روادها عبدالقادر باش أعيان، والشيخ صالح المناصير، وعبدالسلام باش اعيان، والمؤرخ حامد البازي وزين العابدين النقيب اضافة الى المطربين الكويتيين المعروفين عوض الدوخي وعبدالحميد السيد.
مقهى منقاش: ويقع في منطقة الجمهورية، بني في بداية الخمسينات من القرن الماضي، وكان يجلس فيه وجهاء المنطقة امثال حاتم الجوزي والمحامي محسن الزبيدي، اضافة الى كونه ملتقى الشعراء الشعبيين امثال صابر خضير، مهدي السوداني، فوزي حياز، علي الكعبي، فالح الطائي، عطا عودة، جبار اللامي، وعباس جيجان.
مقهى طارش: تأسس عام 1940 ويقع في منطقة “ام البروم” ومعظم رواده من أهل العمارة الموجودين في البصرة، واشهر رواده “تومان” الشخصية الشعبية المعروفة والتي اصبحت جزءا من اغاني السود، وهو فنان يعزف الناي من انفه وليس من فمه، وقد غنى السود عنه على ايقاع الليوه اغنية جميلة مطلعها:
مقهى السيمر: يقع مقابل ثانوية البصرة للبنات والمحكمة المركزية، وقد تأسس حوالي عام ،1940 وقد ارتاده الاديب محمود عبدالوهاب، والدكتور زكي الجابر، والفنان الراحل احمد الخطيب اضافة الى الشخصية المعروفة صبري افندي صندوق امين البصرة الذي ورد اسمه.
مقهى الصكارة: تأسست في الاربعينات ايضا، ويقع في البصرة القديمة قرب سوق الخضراوات، يلتقي فيه محبو الديوك الهندية وتنظم فيه كل ليلة مباريات الديكة الهندية.
مقهى البدر: وهو من اشهر مقاهي البصرة أسسه مهدي سليم البدر من عائلة بصرية كبيرة عام ،1945 وعرف بتجمع القوى الوطنية فيه ويقع على ضفاف شط العرب في شارع كورنيش البصرة، ولها فرع آخر مجاور لسينما الوطني الصيفي في شارع الوطني، وكان من رواده، بدر شاكر السياب، محمود عبدالوهاب، محمد جواد جلال، والدكتور محمد الحبيب ومحمد الظاهر، والقاص محمد خضير، والشاعر الكبير محمود البريكان والشاعر الدكتور زكي الجابر، وسالم علوان الجلبي، والدكتور رزوق فرج رزوق، والكاتب والفنان جبار صبري العطية، وحامد البازي، وبنيان صالح وحميد مال الله، وياسين النصير، وعبدالهادي محبوبة، والدكتور نزار الشاوي رئيس جامعة البصرة اضافة الى الجراح الشهير د. مصطفى الخضار ومصطفى النعمة، وابراهيم الخضيري، وعلاء المنديل، والصحافي رجب بركات، وتوفيق النقيب، وقاسم النعمة، ومحمد الشعيبي، والدكتور عبدالكريم العطار والدكتور نجاح الزهير، وقحطان الحديثي، ومهدي العطية، والدكتور شاكر البجاري وغسان المناصير، وعبدالخالق الحمد اضافة الى عدنان خير الله وزير الدفاع الاسبق حينما كان ضابطا في الجيش في معسكر البصرة، اضافة “عبدالإله عبدالقادر” و فنانين آخرين امثال عبدالامير السماوي، قصي البصري، كوكب حمزة، طالب غالي، والقائمة طويلة جدا.
مقهى علي بابا: في الواقع ان علي بابا كان يجمع بين المقهى والوجبات الغذائية الصغيرة، وكان موقعه ولا يزال في شارع الوطني ومعظم أدباء وفناني البصرة يتخذون من الموقع مركزا للانتظار مثل محمد سعيد الصكار، محمود عبدالوهاب، محمود البريكان، رزوق فرج رزوق، وغيرهم كثيرون