متلازمة المباني الممرضة مشكلة تهدد المكاتب
بقلم :- معتز حكمت السعد
يعد التلوث من المشاكل الكبيرة التي يواجهها الإنسان المعاصر لا بل و أخطرها وهي بحاجه إلى تظافر الجهود كافة لمعالجتها والحد منها . ومما يزيد المشكلة تعقيدا” أن للإنسان نفسه الدور الواضح في زيادة خطورتها من خلال نشاطاته المختلفة التي أصبحت تهدد الحياة البشرية فضلا” عن تأثيرها في الكائنات الحية الأخرى مما يحدث تغيرا” في التوازن الطبيعي للبيئة ومكوناتها المختلفة الحية منها وغير الحية. وقد اتفق العلماء على تعريف تلوث البيئة بأنه ( يشمل الإخلال بالتوازن الطبيعي لمكونات البيئة الذي يؤثر في حياة الكائنات الحية ).
وقد عرفت وكالة حماية البيئة الأمريكية تلوث الهواء هو( تَعَرُّض الغلاف الجوي لمواد كيماوية أو جسيمات مادية أو مركبات بيولوجية تسبب الضرر والأذى للإنسان والكائنات الحية الأخرى أو تؤدي إلى الإضرار بالبيئة الطبيعية.)
و هناك تلوثا” طبيعيا” في الهواء ينشأ من ثورة البراكين وحرائق الغابات وغيرها لكن أكثر ما يعاني منه الهواء في الوقت الحالي هو التلوث الناشئ عن فعل الإنسان مثل تلوث الهواء سواء من المصادر الثابتة كالصناعات المختلفة أو المتحركة مثل السيارات وغيرها.
ولأن الهواء من أهم العناصر الأساسية و الضرورية لاستمرار حياة كل الكائنات الحية حيث يمكن أن يعيش الإنسان بدون ماء وغذاء فتره من الزمن لكن لا يستغني عن الهواء و أوكسيجينه للتنفس ومن المعروف أن رئة الإنسان ذو النشاط الاعتيادي تستقبل يوميا” حوالي خمسة عشر كيلو غراما” من الهواء إذ يتنفس الإنسان حوالي 22000 مره في اليوم الواحد ألشيء الذي يجب معه عدم التعرض لأي عناصر ملوثه أو محدثه للتلوث الجوي حيث أن للهواء قدرة على تشتيت الملوثات في حيز كبير ومنطقه واسعة ربما تبتعد عن مركز التلوث ومصدره دون أن تتقيد بالحدود السياسية أو الجغرافية أو الطبيعية أو ما ماثلها من الحدود
ولان التلوث في الهواء الخارجي يكون محسوس بصوره أوضح فقد ظل هو الشغل الشاغل للإنسان ولكن مع التقدم العلمي وازدياد المهتمين بدراسة الهواء وتأثيراته على الإنسان أدى إلى ظهور مهتمين بحالة الهواء داخل المباني وذلك بسبب ان معظم أوقات الإنسان يقضيها داخل المباني لذلك يجب دراسة نوعية الهواء الداخلية للمباني لتماسها المباشر والدائم مع الإنسان والجدير بالذكر أن تلوث الهواء الداخلي لا يقل خطر عن تلوث الهواء الخارجي وعلى مستوى العالم لم تسلط الأضواء على التلوث داخل المباني إلا في نهاية السبعينات من القرن الماضي عندما بدأت الشكوى تتزايد في بعض الدول المتقدمة من أعراض مرضية مختلفة تحدث داخل المباني المكيفة والمحكمة الإغلاق خصوصاً أن الإنسان يقضي أكثر من 80 % من يومه في بيئات مغلقة حيث ظهر ما يسمى بمتلازمة المباني الممرضة.
وقد ﺗﻢﱠ أﻟﺘﻌﺮﱡﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻼزﻣﺔِ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤمﺮﻀﺔِ ﺃﻭ ” sick building syndrome ” ﻓﻲ ﺍﻟﺴّﺒﻌﻴﻨﻴﺎﺕِ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥِ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻊ ﺑﺪْﺀِ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭِ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡِ ﺍلأجهزةِ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔِ، ﻭﻳُﺴﺘﺨﺪَﻡُ ﻣﺼﻄﻠﺢُ”ﻣﺘﻼﺯمة ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤمرﻀﺔِ ” ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮُ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔٌ ﻣﻦ الإعراض ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔِ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩٍ ﻣﻦ الأشخاص ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﻳﻦَ ﺩﺍﺧﻞَ مبنى ﻣﻌﻴّﻦٍ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺟﺰْﺀٍ ﻣﻨﻪ ﻭﺗﺨﺘﻔﻲ ﻫﺬﻩ ﺍلإﻋﺮﺍﺽ ﻓﻲ ﺣﺎﻝِ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓِ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹِ ﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟمبنى ، وﻫﻲ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓٌ ﺑﻜﺜﺮﺓٍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦَ ﺿﻤﻦَ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐِ ﻭﺍﻷﻣﺎﻛﻦِ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔِ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱِ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕِ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﻒِ،البيوت ﻭﺑﺎﻟﺮّﻏﻢِ ﻣﻦ ﺍﻟﺘّﻘﺪّﻡِ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲّ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝِ ﺍﻟﺼّﺤﺔِ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴّﺔِ ﺇﻻ ﺃﻥّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓَ ﻻ ﺯﺍﻟﺖْ ﻏﻴﺮَ ﻣﻔﻬﻮﻣﺔٍ ﺑﺸﻜْﻞٍ ﺩﻗﻴﻖٍ وبحسب الدراسات القليلة فأن نسبة 30% من المباني حول العالم هي مباني ممرضة .
إعراض الإصابة بمتلازمة المباني المريضة
تنتشر هذه الظاهرة في المباني التي يكون فيها تدوير مركزي للهواء خاصة إذا كانت نسبة التبادل مع الهواء الخارجي ضعيفة.
إن المتواجدين والمستخدمين للمبنى يشكون من :
1- الصداع والتعب:
الصداع والتعب المفرط هما من أكثر الأعراض المرتبطة بمتلازمة المباني الممرضة شيوعاً. الصداع قد يحدث يوميا”و في أشد أشكال العمل الشقيقة و الصداع النصفي قد تكون موجودتان. وعادة ما يتم تخفيف ذلك عن طريق تحريك الفرد بعيدا” عن الإضاءة الاصطناعية (أنبوب الفلوريسنت) ويتم تقليل الصداع أيضا عن طريق ارتداء نظارات ملونة.
2- التهاب العين:
جفاف أو حرق العيون لا ترتبط هذه الأعراض عادة مع أي دليل موضوعي على الالتهاب. وجود هذه الأعراض في العين يدل على تباين كبير في شدتها من يوم لآخر و هناك مجموعة واحدة من الأفراد مرتدي العدسات اللاصقة الذين هم عرضة بشكل خاص لتطور تهيج العين.
3- السعال الجاف وجفاف الجلد أو الحكة
4- الدوخة والغثيان
5- صعوبة في التركيز و التعب
6- حساسية للروائح و ضيق الصدر
7- أوجاع العضلات
8- الاكتئاب
-9تساقط الشعر
وهناك عدة أسباب لحدوث متلازمة المباني الممرضة أهمها سوء التهوية ولحسن الحظ علاج متلازمة المباني الممرضة موجود ومتوفر الآن فقد ظهرت مفاهيم جديدة في العمارة مثل العمارة المستدامة أو العمارة الخضراء التي تجد أفضل الحلول الفعالة لحل هذه المشكلة حتى أنها غير مكلفة .