اصلاح المجتمع واجبٌ أخلاقي ووطني
بقلم :- رياض العيداني
شاهدت في الآونة الأخير ظهور فيديو لمجموعة من الشباب يهتفون بعباراتٍ تكاد تكون طائفية في يوم عيد الغدير الذي أقرته الحكومة العراقية كعيدٍ رسميٍ للبلاد !!
وهذا النوع من الظواهر الغريبة وغير المألوفة لدى المجتمع العراقي المتنوع والمتنور بطبيعته قد يثير حفيظة ومخاوف الكثير ، وهذه المخاوف نتيجةً لما وصلنا إليه من انحراف في الاخلاق والقيم التي تربينا عليها منذ القدم .
فالمجتمع العراقي وخصوصاً ما قبل عام 2003 لم يعرف أبداً ما معنى كلمة (الطائفية) فالكل في هذا الوطن كانوا ومازالوا محترمون لدى الكثير في اعتقادهم أو أفكارهم ، وانحراف هذه المبادئ والاخلاق ما هو إلا مؤشرٌ خطير يجب التوقف عنده وقراءته قراءة جيدة من قبل العقلاء ورجال الدين وحساب ما سيصل اليه المجتمع بعد جيلٍ من الزمن ، والتي تتطلب من الجميع وضع الحلول المناسبة لهذه الآفة الخطيرة ، فانحراف الاخلاق يعني دمار المجتمع وكما قال المرحوم معروف الرصافي في قصيدته :
هي الأخلاق تنبت كالنبات
إذا ُسقِيَت بماء المكرُمات
تقوم إذا تعهّدها المُرَبّي
على ساق الفضيلة مثمرات
وتسمو للمكارم باتِّساق
كما اتّسقت أنابيب القناة
وتُنعش من صميم المجد روحاً
بأزهار لها ُمتَضوِّعات
ولم أر للخلائق من مَحَلّ
يهذّ بها كحِضن الأمهات
فإصلاح المجتمع إذا تغيرت مبادئه وأخلاقه وعاداته يتطلب جهوداً شاملة ومستدامة تشمل عدة جوانب:
1-. التعليم والتوعية : تعزيز قيم الأخلاق والاحترام والمسؤولية الاجتماعية من خلال المناهج الدراسية وبرامج التوعية المجتمعية.
إن أول آيةٍ نزلت على نبينا محمد (ص) هي (اقرأ) ، والسؤال المهم هنا (هل نحنُ أمةٌ تقرأ ؟؟؟؟!!!!) .
فمن خلال التشجيع على القراءة والاطلاع يمكن أن نبني جيلاً مثقفاً وواعياً ، وذلك من خلال توفير مكتباتٍ عامة (ومنوعة) في جميع الأقضية والنواحي والمناطق السكنية الكبيرة .
2- القدوة الحسنة : تقديم نماذج إيجابية من الأشخاص الذين يتمتعون بأخلاق وقيم رفيعة لتشجيع الآخرين على الاقتداء بهم.
3- التشريعات والقوانين : وضع وتطبيق قوانين تساهم في تعزيز القيم الأخلاقية ومعاقبة التصرفات غير الأخلاقية.
4- الإعلام والثقافة : توجيه الإعلام والثقافة لتعزيز القيم الإيجابية وتسليط الضوء على أهمية الأخلاق في بناء المجتمع.
5- المجتمع المدني : دعم منظمات المجتمع المدني التي تعمل على نشر الوعي وبناء القدرات وتعزيز القيم الأخلاقية.
6- الحوار والتواصل : تشجيع الحوار المفتوح والبناء بين مختلف فئات المجتمع لتعزيز الفهم المتبادل واحترام الاختلافات.
7- الدين والمعتقدات : الاستفادة من التعاليم الدينية (المعتدلة) والمعتقدات الروحية لتعزيز الأخلاق والقيم الإنسانية.
تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع يحتاج إلى وقت وجهد مشترك من قبل أفراد المجتمع والمؤسسات معاً .