محطات الوقود خطر متفاقم مع حرارة الصيف

بقلم :- معتز حكمت السعد

تلوث الهواء يعد من اخطر المشاكل التي تعاني منها البيئة حيث يشكل نسبة كبيرة من أنواع التلوث في البيئة وتكمن خطورته في الجو بأن الانسان لا يستطيع الاستغناء عنه للحظات لذلك فأن تلوثه يؤدي الى عدة أمراض تنتج من انواع التلوث الغازية والدقائقية التي تنبعث من المصادر المختلفة وتؤدي لتغير جودة الهواء  وجعله غير صحي وفي البيئة العراقية عدة أسباب تجعل الهواء بؤرة لعدة اضرار ومن ضمن تلك الأسباب هي وجود حقول النفط الذي يعتمد عليها العراق فقد كان هذا المورد الوحيد للدخل الوطني للعراق حيث تعتمد عليه الميزانية وقد كان وبال على اهل البصرة بسبب زيادة انتاج النفط عام 2003ودخول شركات التي تعمل في هذا المجال التي كانت تسعى الى رفع القدرة الإنتاجية لتلك الحقول متناسين ان هذه الزيادة تؤدي الى ارتفاع نسبة التلوث في الهواء المحيط في محافظة البصرة حيث زادت الامراض المزمنة والسرطانات في المحافظة الى ثلاث أضعاف ما كانت عليه في السابق وهذه مشكلة كبيرة لم تشهد لحد الآن حلول ناجحة لتقليل من تلك الامراض.وكوكذلك توجد  مشكلة أخرى لا تقل أهمية عن مشكلة التلوث النفطي في الهواء وهي ارتفاع اعداد السيارات في البصرة بعد حصول تطور اقتصادي في البلاد بعد سقوط النظام السابق فلا توجد قوانين لتنظيم عملية الاستيراد للسيارات حيث يستورد العراق عدد من وسائل النقل من مناشىء متعددة وسواء معروفة او غير معروفة رخيصة الثمن حيث تكون كفاءة المحركات في تلك السيارات ليست بتلك الجودة التي تسمح بشروط السلامة والأمان حيث اثبتت الدراسات المتخصصة ان نسبة تلوث الهواء من العادم للمركبات ذات الاحتراق الداخلي بلغت نحو 55% من مجموع ملوثات الهواء فضلا عن الملوثات الاخرى.

وتعتبر محطات الوقود من المنشآت الهامة والتي تكتسب اهمية بالغة في اقامتها داخل المدن لما قد تنطوي عليه  خدماتها من خطورة محتملة في حالة غياب احد عناصر السلامة المطلوبة في تلك المحطات وتطبيق معايير السلامة للعاملين فيها والسكان المجاورين لها ولما كانت محطات الوقود تحوي في خزناتها واحدا” من اهم مشتقات البترول وهوالبنزين والذي يستعمل كوقود لغالبية وسائل النقل حيث يتميز ذلك الوقود بالتبخر السريع في درجات الحرارة العادية اذ ان لترمن البنزين الممتاز يمكن ان ينجم عنه 811 لترا من ابخرة البنزين المختلطة بالهواء وعند تبخره يصبح قابل للأشتعال قريبا” منه ومن الاختراعات والابتكارات للأنسان الوقود المستخدم في السيارات والآلات بشكل يومي وفي نطاق واسع في جميع انحاء العالم وهو يعتبر مصدر من مصادر التلوث بالمعادن الثقيلة والسامة في المدن والقرى واصبح لاغنى عنه كما ان عمال محطات الوقود هم اكثر الاشخاص عرضة لهذا التلوث بحكم ساعات الطويلة التي يقضونها في استنشاق هذه المواد والتعامل معها مباشرة وكان التسمم بها اكثر خطرا” لهم كما ان هناك مشكلة تلوث للبيئة ليس فقط نتيجة لتسرب الوقود من خزانات الوقود الارضية بل ايضا نتيجة تراكم المخلفات الصلبة والسائلة بمحطات الوقود والزيوت الفارغة.

 

تأثير الغازات الناتجة عن محطات الوقود على البيئة :

 

تلوث الهواء: اكدت الدراسات ان عددا كبير من المواد الملوثة كثير ماتتجاوز المستويات التي يفترض انها مأمونة صحيا” ومن العوامل الملوثة التي تفسد هواء المناطق الحضرية وتشكل الجسيمات الدقيقة المعلقة في الهواء وثاني اكسيد الكبريت واوزون التربوسفير اشد المخاطر انتشارا”  مع ذلك فأن تلوث الهواء بالرصاص يعتبر ايضا مصدر قلق في كثير من المدن

المطر الحامضي : من الابحاث التي اجريت على المطر والجليد في الاحوال الطبيعية خلال النصف الاول من القرن العشرين تبين ان بهما حموضة خفيفة ومرجع هذه الحموضة الى تفاعل الماء مع غاز CO2 مكونا حامض الكربونيك الخفيف والذي تعادل درجة حموضة 5.6PH=ولاتقل عنها ولكن خلال النصف الثاني من القرن الماضي وليومنا هذا تبين ان حموضة المطر اخذة بالتزايد تدريجيا”

الاحتباس الحراري:  يقصد به ارتفاع متوسط درجة الحرارة للغلاف الجوي نتيجة ارتفاع تراكيز الغازات التي تمتص الاشعة الحمراء الحرارية وتعيق انعكاسها من سطح الارض الى الفضاء وما ينجم عن ذلك من تأثيرات مناخية جلية وان الغازات الدفيئة حددتها معاهدة كيوتو 1987 وهي غاز CO2  الغاز الرئيسي المسبب للاحتباس الحراري والميثانCH4 واكسيد التروزN2O ومركبات الهيدروفلوروكربونات HFCs والهيدروكربونات المشبعة بالفلور PFC5 وسداسي فلوريد الكبريت  SF6 .

 

مكونات الملوثات الناتجة من السيارات تبعا لنوع الوقود ::: :

يمكن توضيح التلوث الناتج من عوادم السيارات من خلال تشغيل محرك سيارة واحده وبعدها تحسب على ملايين السيارات التي دخلت العراق كالاتي.

عندما يعمل محرك السيارة ينتج عنه احتراق الوقود الذي يحتوي على مجموعة من المخلفات  في عوادم السيارات من أهمها احادي أوكسيد الكاربون واوكسيد النتروجين والهيدروكربونات غير المحترقة او المحترقة احتراقا جزئياً والرصاص وثنائي أوكسيد الكبريت والمواد الدقيقة العالقة بالهواء وان كمية الملوثات من العوادم تخرج بحجم يتراوح بين (  (6-8قدم مكعب في الدقيقة الواحدة في حال اذا كانت السيارة عاملة ولكن بحالة الوقوف اما اذا تحركت السيارة وعلى مختلف السرع فأن معدل الملوثات الناتجة من العادم يزداد بمقدار ((35-30 قدم مكعب في الدقيقة (هذا في حالة السيارة بكفاءة عالية ) هذه الكمية الناتجة  من العادم تنتشر في الهواء وتلوثه.

العوامل المؤثرة على كمية الملوثات المنبعثة من السيارات :

1.    شكل المحرك وحجمه

2.    نوعية الوقود المستخدم فيه ,ونسبة الرصاص والمركبات الأوكسجينية والمركبات المضافة لتحسين اداء المحرك

3.    الطريقة التي يدار فيها المحرك (تباطؤ -اسراع – سفر طويل )

4.    الاشكال الطبوغرافية للتضاريس

5.    صيانة المحرك وجودته لتحقيق الاحتراق  الكامل للوقود بداخله وهذا ما يقلل من انبعاث الغازات وبخار النفط والملوثات الضارة في الهواء

شروط السلامة والصحة المهنية الواجب توفرها بمحطات الوقود :

1.    يخزن الوقود بالأماكن المصرح لها بمحطات التعبئة العامة من قبل الجهات المختصة بذلك بعد التأكيد من تنفيذ كافة الشروط .

2.    يراعي اقامة محطات الوقود بعيدا” بقدر الامكان عن المصانع والمدارس  وقاعات  الافراح والمستشفيات بحيث يفصل موقع المحطة عن هذه المنشآت مسافة لاتقل عن 25 م سواء كانت شارع او ارض مخططة .

3.    يلزم الحصول على موافقة الجهات الامنية على التصريح بإقامة المحطة في حالة كون الموقع يبعد عن حدود المنشآت العسكرية او مهابط الطائرات مسافة تقل عن 1000م من حدود موقع المحطة .

4.    ان لا تقل المسافة بين محطة واخرى عن 500م في نفس الاتجاه على شارع واحد او في الاتجاه المقابل .

5.    تجنب سكب البنزين والمبادرة بأزالته بمجرد سكبه على الارض ويجب حفظ النفايات مثل الاقمشة المشبعة بالزيت او غير ذلك من المهملات داخل اوعية مغلقة .

 

التوصيات :

·      وضع الضوابط في استيراد السيارات المستخدمة والتأكد من سلامة المحرك للتقليل من الغازات الضارة

·      الكشف الدوري المستمر لمحركات السيارات عند تجديد اجازة السوق

·      سن القوانين للتقليل من التلوث لجعل الهواء نظيف

·      التشجيع على نصب محطات ثابتة لمراقبة الملوثات الهواء داخل المدن

·      انشاء الجسور والانفاق للتقليل من حجم الكثافة المرورية في الطرق المزدحمة وهذا يسهم في التقليل من ملوثات الهواء  المحيط .

·      تشجيع النقل العام على حساب النقل الخاص خاصة الموظفين الحكوميين مما يساعد على تقليل التلوث

·      زراعة الاشجار في المحافظة للحد من التلوث الناتج عن وسائل النقل اذ تحتاج كل مركبة الى سبعة اشجار لأزالة  تأثيرها البيئي.

·      تشجيع اصحاب المركبات  على استخدام الوقود العادي للمحافظة على سلامة المركبات

·      التشجيع على استيراد المركبات الهجينة مع الطاقة المدمجة والقابلة لأعادة الشحن (تستطيع التركيبة القوية للمحرك الكهربائي مع محرك الوقود ان تمنع تماما” انبعاثات العادم في الوضعية الكهربائية النقية فضلا” عن توفير الوقود عند القيادة لمسافات طويلة في الوضعية الهجينة )

                       

ملية الاستيراد للسيارات حيث يستورد العراق عدد من وسائل النقل من متعددة وسواء معروفة رخيصة الثمن حيث تكون كفاءة المحركات في تلك السيارات ليست بتلك الجودة التي تسمح بشروط السلامة والأمان حيث اثبتت الدراسات المتخصصة ان نسبة تلوث الهواء من العادم للمركبات ذات الاحتراق الداخلي بلغت نحو 55% من مجموع ملوثات الهواء فضلا عن الملوثات الاخرى.

الانسان او الحيوان او النبات او التربة.

 

تلوث الهواء يعد من اخطر المشاكل التي تعاني منها البيئة حيث يشكل نسبة كبيرة من أنواع التلوث في البيئة وتكمن خطورته في الجو بأن الانسان لا يستطيع الاستغناء عنه للحظات لذلك فأن تلوثه يؤدي الى عدة أمراض تنتج من

1 2الصفحة التالية
زر الذهاب إلى الأعلى