فوضى استخدام مواد التنظيف خطر يداهم النساء
بقلم :- معتز حكمت السعد
يتم تعريف جودة الهواء الداخلي من قبل وكالة حماية البيئة (EPA) على أنها جودة الهواء داخل المباني والهياكل وحولها ، وذلك بشكل أساسي من حيث صحة وراحة وأداء شاغلي المبنى، الفكرة العامة هي أن المرء آمن ضد الملوثات الخطرة أثناء وجوده في الداخل ، ولكن في الهواء الداخلي قد يكون ملوثا أكثر من الهواء الخارجي . وفقا لوكالة حماية البيئة الأمريكية فإن تركيزات الملوثات الداخلية أعلى مرتين إلى خمس مرات مقارنة بالملوثات الخارجية و في بعض الحالات قد تكون أعلى 100 مرة.
تساهم جودة الهواء الداخلي بشكل كبير في جودة حياة الناس ، حيث يقضي معظم الناس حوالي 90 ٪ من حياتهم في الأماكن المغلقة (مثل المنازل والمكاتب والمطاعم والمدارس وما إلى ذلك. ) جودة الهواء في الداخل لها تأثير كبير على الصحة العامة. وهذه مشكلة خطيرة للغاية في البلدان النامية والصناعية في جميع أنحاء العالم دون استثناء لسنوات عديدة حيث تعد جودة الهواء الداخلي وسلامة المنزل من الضوضاء ، والرطوبة ، ونمو العفن ، ودرجة الحرارة المختلفة ، والمركبات العضوية المتطايرة ، ونقص معدات النظافة والصرف الصحي ، والازدحام من أكثر التهديدات الصحية ذات الصلة التي يمكن العثور عليها في المساكن حيث ترتبط العديد من المشاكل الصحية إما بشكل مباشر أو غير مباشر بجودة السكن نفسه ، بسبب مواد البناء التي تم استخدامها في تصميم المساكن الفردية ، مما يؤثر بشكل غير متناسب على الفئات السكانية الأكثر ضعفا” من حيث الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
ويتعلق التعرض الأكثر شيوعا للمخاطر الصحية في البيئة الداخلية بالمركبات الكيميائية المكونة للملوثات الموجودة في كل مكان تقريبا في البيئة الداخلية ، مثل (مثل الفورمالديهايد ) ، والمركبات العضوية المتطايرة مثل المركبات الفينولية (مثل البنزين والتولوين والإيثيل بنزين والزايلين والجسيمات ، والهيدروكربونات العطرية ذات الروائح المعروفة؛ وهذه الأخيرة هي مواد مسرطنة معروفة و على مدى العقد الماضي كشف عدد من الدراسات عن وجود عدد كبير من الفثالات وقد ارتبطت هذه المواد التي توصف بأنها مسببة لاضطرابات الغدد الصماء ، بالانبعاثات من مواد البناء وكذلك مثل العفن/الرطوبة ومسببات الحساسية للعث.
يمكن للمرء تحديد التفاعلات الفيزيائية والكيميائية والبايولوجية الهامة التي تعزز وجود هذه التاثيرات الصحية في البيئة الداخلية ومن ضمنها الانبعاثات الناتجة عن الأرضيات أو الجدران ، ويمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحة الإنسان بشكل عام وتؤثر خصوصا على النساء والأطفال وكبار السن وتتسبب في مشاكل صحية مثل الحساسية، والربو، والتهيجات الجلدية، وامراض العيون والأمراض التنفسية حيث تم ربط جودة الهواء الداخلي الرديئة بأمراض الرئة ومرض الانسداد الرئوي المزمن وسرطان الرئة وخطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. والعديد من ملوثات الهواء الداخلية الشائعة صغيرة بما يكفي للوصول إلى الرئتين ويمكن أن تجعل أعراض تهور حالة الرئة أسوأ .
وأصبحت المشكلة اكثر تعقيد بعد معرفة متلازمة المباني المريضة(SBS) التي أصبحت مصدر قلق لخبراء منظمة الصحة العالمية الذين وصفوها بأنها مجموعة من الظواهر الصحية والأعراض التي تسبب تهيج العين وحساسية الصدر والأنف والتعب الذهني والدوخة وبعض أنواع الصداع المزمن حيث تعتبر من اهم مصادر القلق في الوقت الحالي كونها تسلط الضوء على اهم الظواهر السلبية التي ممكن ان تؤدي الى تهور صحتنا خصوصا” ان غالبية الاوقات نقضيها في بيئات غير صحية وهذا ينطبق على اسلوب حياتنا في محافظة البصرة فنحن نعيش في بيئة تعاني من الخطر نتيجة تلوث الهواء الخارجي وانعكاسه على الهواء الداخلي لذلك ممكن ان تحدث هذه الظاهرة
اضرار المواد الكيميائية على ربات البيوت :
اهمها الأخطار المحدقة بكل منزل من قبل الكيماويات المنزلية التي لا يكاد يخلو أي منزل منها مهما كبر أو صغر:
إن التقدم الكبير الذي حققه علم الكيمياء انعكس أثره بصورة كبيرة على حياة الإنسان وتقدمه وصحته. فمنذ الحرب العالمية الثانية تمكن العلماء من تحضير أكثر من ٨٠ ألف مادة كيماوية صناعية، كما انه يتم تحضير وابتكار أكثر من ١٠٠٠ مادة كيماوية جديدة كل عام.
هذا وقد أشارت دراسة لمجلس البحوث القومي الأمريكي إلى أن الناس تستخدم ٥٠ ألف مادة كيماوية بشكل واسع مما يعني أن المصنعين قد اضافوا تلك المواد الكيماوية إلى المأكل والمشرب والملبس ووسائل النظافة والدواء دون موافقة المستهلك أو حتى استشارته. ولعل ما يثير القلق والحزن ان عدداً قليلاً جداً من تلك المواد قد تم اختباره ومعرفة أضراره الآنية أوالمستقبلية أو كلتيهما.
وقد أجريت دراسة في أمريكا على ٣٠٠٠ مركب كيماوي شائع الاستخدام في صناعة الكيماويات المنزلية وثبتت من خلالها ان ٨٠٠ مادة منها ذات سمية عالية جداً وأن ١٥٠ منها تسبب السرطان وأن ٢٠٠ منها تسبب مشاكل تناسلية مثل العقم وتشوه في الأجنة والضعف الجنسي.
وقد وجد أن أكثر من ٨٠٠ مادة كيماوية من التي تستخدم في صناعة العطور ومواد التجميل تسبب أضرارا بليغة بالجهاز العصبي.
وبلغ عدد حالات التسمم بالكيماويات المنزلية في أمريكا وحدها ما يزيد على عشرة ملايين حالة.
أما في الدول العربية والدول النامية الأخرى فلا تتوفر احصائيات دقيقة مع أن تلك الدول هي من يستغل كحقل تجارب لكثير من الكيماويات المنزلية والأدوية .وأن شعوب تلك الدول تسيء استعمال تلك المواد بسبب الجهل أو الاهمال أو التساهل أو عدم توفر المعلومة الكافية ناهيك عن عدم الوعي والحس الاستهلاكي والصحي.
حيث أثبتت الدراسات في أمريكا ان تلوث الهواء داخل المنازل بالمواد الكيماوية الضارة يفوق تلوث الهواء خارج المنزل بنفس الكيماويات عشرات المرات وبما أن الناس تقضي أكثر من 90٪ من أوقاتهم داخل المنزل فإن هذا يعني تعرضهم لذلك التلوث الخطير خصوصاً ان معظم المنازل لا تتم تهويتها بشكل صحيح وهذا يحافظ على استمرار التلوث داخل المنزل بهذه المواد ويساعد على تراكمها خصوصاً مع تدوير الهواء بواسطة التكييف.
انواع المواد الكيميائية المسخدمة في المنازل:
• مساحيق التنظيف:
تحتوي على كم هائل من المركبات والعناصر الكيماوية وذلك مثل الفسفور والنفثالين والفينول والنشادر وبعض الأحماض المعدنية والعضوية وهذه المركبات تسبب عند ملامستها للجلد الحساسية والطفح والكحة الشديدة.
• المطهرات والمعقمات:
التي تستخدم في تطهير وتعقيم الأرضيات والحمامات تحتوي على الفينول والكرنول وهذه المركبات تعطل نهايات العصب الحسي وتدمر الكبد والكلى والبنكرياس والطحال كما تطول آثارها الجهاز العصبي المركزي خصوصا” عند الاستخدام الجائر والتراكيز العالية وعدم التهوية والاستنشاق أو اللمس المباشر
· الصابون و مواد التنظيف:
مواد التنظيف تعمل على الارتباط بالدهون والزيوت ثم تغسل وتزال هذه الدهون او الزيوت من الايدي او الصحون او الملاعق ونتيجة لذلك فان الاستمرارية لاستعمال مواد التنظيف ولوقت طويل فإن الطبقة الجلدية والتي تحمي الدهون والزيوت تتأثر وتتضرر لذلك فان العمال او الخدم المخصصين لغسيل الصحون والاطباق يتأثرون و الذين يعانون من الأكزيما يجب عليهم تجنب استخدام المنظفات او ان تستخدم فقط بقلة او عند الحاجة. ويؤدي الإفراط في غسل اليدين بالماء والصابون إلى أكزيما اليدين ويعبر عنه عادة بما يسمى أكزيما ربات البيوت حيث يبدو الجلد جافاً ومتقشراً في البداية، لكنه إذا استمر دون علاج لفترة طويلة فإن الوضع يتطور إلى تشققات عميقة في الجلد وقد تبدأ بالنزيف.
ومن اهم التوصيات التي تهم النساء بالذات ما يلي :
· ضرورة التركيز على نشر الوعي البيئي من خلال وسائل الاعلام المختلفة والانترنت من اجل الارتقاء بصحة المرأة .
· الاستمرار بتوعية النساء على استخدام الكمامة والقفازات عند استعمال المواد المنظفة خصوصا” التي تنبعث منها روائح قوية .
· تقليل استخدام المنتجات التي تحتوي على مواد تضر بصحة المرأة واستبدالها بمواد صديقة البيئة اقل خطورة داخل المنزل .
· استخدام مواد بناء لاتضر بالبيئة او صحة الانسان.
· الحرص على اقتناء نباتات معينة تعمل على تنقية الهواء داخل المنزل.
· الحرص على تنظيف اجهزة التبريد داخل المنزل وذلك لتجمع الغبار على الفلاتر بسبب التلوث الخارجي .
· نوصي بشراء اجهزة تنقية الهواء بمختلف انواعها التي تستخدم داخل المنزل خصوصا” الاشخاص ذو الامراض المزمنة مثل الربو او الحساسية .