حقيقة تأثير التغيرات المناخية على النوع الاجتماعي
بقلم :- معتز حكمت السعد
تعد ازمة المناخ من ابرز التحديات العالمية في القرن الحادي والعشرون تلمس الاثار الضارة للتغير المناخي على المدى القصير من خلال الاخطار الطبيعية بينما على المدى الطويل من خلال التدهور التدريجي للبيئة وتبين الابحاث انه يمكن ان تلمس اثار التغير المناخي في مجالات عدة مثل الزراعة والامن الغذائي ومصادر المياه وصحة الانسان وانماط الهجرة والتنقل والصناعة وتشمل قابلية التأثر بتغير المناخ ثلاث مجالات اساسية منها معدل التعرض ودرجة الحساسية ودرجة القدرة على التكيف .لقد بدا الاحساس باثار التغير المناخي يتبين بشكل فعلي ومن المتوقع ان يزداد الامر سوءا”بشكل ملحوظ ويشمل هذا درجات الحرارة التي ستؤثر على صلاحية بعض المناطق للسكن والزيادة في الامطار في بعض المناطق والجفاف في المناطق الاخرى . بينما يتعرض الجميع لاثار التغيرات المناخية تواجه الفئات المهمشة والنساء والفتيات مخاطر متزايدة حيث ان تغير المناخ يؤثر بشكل غير متناسب على الفقراء وبالاخص النساء اللاتي يشكلن غالبية فقراء العالم ويعتمدن عل الموارد الطبيعية وفي الوقت نفسه تعتبر النساء والفتيات قائدات فاعلات وقويات وصانعات تغيير للتكيف مع المناخ والتقليل من اثاره.
لماذا تعد النساء اكثر عرضة لاثار التغير المناخي من الرجال؟
ان من بين الفئات التي يتوقع تاثرها بشكل غير متناسق بالتغير المناخي هم الفقراء في حين تشكل النساء غالبية فقراء العالم واصبحن نسبيا” اكثر اعتمادا” على الموارد الطبيعية المهددة حيث انهن اكثر عرضة لاثار التغير المناخي 70% من 1.3 مليار شخص يعيشون في ظل الفقر هن نساء وفي المناطق الحضرية 40% من الاسر الاكثر فقرا”تعيلها نساء.
وهناك اختلافات في الادوار والمسؤوليات واتخاذ القرار والحصول على الارض والموارد الطبيعية بين النساء والرجال في جميع انحاء العالم.وتتمتع النساء بفرص اقل للوصول للموارد مثل الاراضي ورأس المال والتكنلوجيا مما يحد من قدرتهن على التكيف مع التغير المناخي وتعتبر الذكورية احد العوامل الرئيسية التي تسبب في اختلال التوازن في العلاقات بين الرجال والنساء وفي سياق التغير المناخي كسبب وراء ازدياد تعرض النساء لاضرار التغير المناخي.
ومن مخاطر العنف المبني على النوع الاجتماعي المحتملة والمرتبطة بالتغيرات المناخية.
1. ازدياد خطر العنف :قد تزيد التغيرات المناخية مخاطر العنف ضد النساء والفتيات بطريقتين حيث يمكن لاحداث التغير المناخي ان تجعل منازل واحياء النساء غير صالحة للسكن ونتيجة لذلك قد يجبرن للهجرة للمخيمات حيث ان العيش في خيم من القماش المشمع او البلاستك ان يعرضهن للاعتداء من الغرباء.
2. ازدياد خطر العنف الاسري: تزيد الاحداث الناتجة عن التغيرات المناخية من مخاطرالعنف الجنسي والعنف الاسري حيث توقفت العديد من الخدمات الاساسية للنساء و الفتيات مثل الرعاية الصحية الجنسية والانجابية والتعليم والحماية الاجتماعية والاستجابة للعنف المبني على النوع الاجتماعي جراء الكوارث المناخية الشديدة .
3. ازدياد خطر زواج الاطفال:تدمر الظروف المناخية سبل العيش وبالتالي تؤدي الى تفاقم مشكلة الفقر وتشير الدلائل الى ازدياد خطر زواج الاطفال بالنسبة للفتيات عندما لاتتمكن الاسرة من تلبية احياجاتها الاساسية في بعض السياقات يكن زواج الاطفال الية تكييف سلبية يتم تبنيها للحد من اثار الفقر المدقع كما ينظر اليه بصورة خاطئة بانه يحمي الفتيات من العنف المحتمل.
4. ازدياد خطر المقايضة بالجنس: تتمتع النساء في المجتمعات الريفية بقدرة محدودة للحصول على الاراضي وامتلاكها ممايؤثر بشكل مباشر على الغذاء المتاح لديهن لتناوله عندما تؤثر الاحداث المناخية على الموارد الطبيعية للنساء والفتيات لكسب العيش ودعم اسرهم فقد يضطر البعض الى الانخراط في اليات التكييف السلبية لتأمين لقمة العيش مثل المقايضة بالجنس.
ومن اهم المقترحات والتوصيات :
1. اعداد بحوث مصنفة حسب الجنس في مجال البيئة والتغيرات المناخية ولاسيما البيانات المتعلقة بأثار التغيرات المناخية مثل نقص المياه وارتفاع الحرارة وانعدام الامن الغذائي.
2. الحد من المخاطر وتعزيز التأهب والاستجابة المعززة للطوارىء واتخاذ اجراءات مبكرة بشأن العنف المبني على النوع الاجتماعي المرتبط بتأثيرات المناخ.
3. تدريب وتوجيه النساء في مجال البيئة والتغير المناخي لزيادة مشاركتهن في العمل المناخي وضمان مساهمتهن بشكل فعال في استجابات التكييف.
4. رفع مستوى الوعي بقضايا التغير المناخي واثاره على مستوى المجتمع وزيادة دعم المنظمات والجمعيات النسائية لتعزيز التكيف والمرونة .
5. تسليط الضوء على مساهمة المرأة على مستوى السياسات والمجتمع في العمل المناخي وجهود الاستدامة.