التحول الرقمي اساس مواجهة التغيرات المناخية

إن الحاجة إلى مواجهة أزمة التغير المناخي هي أمر في غاية الأهمية. وإلى جانب مجموعة سابقة من الأبحاث المفصلة حول المناخ، يوضح تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ لعام 2021 والصادر عن منظمة الأمم المتحدة، الحاجة الماسة إلى إجراءات فورية وجذرية لمواجهة تغير المناخ، كما يسلط التقرير الضوء على أن الارتباط بين التغير المناخي والنشاط البشري لا لبس فيه. والابحاث العلمية التي تؤكد هذا الارتباط كثيرة فلكي نتمكن من تقليل الضرر وتجنب الوصول إلى نقطة اللاعودة، فإننا بحاجة إلى تقليل مستوى الاحتباس الحراري إلى عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي وتؤكد المنظمات الدولية المتخصصة بالمناخ ضرورة تضافر الجهود والعمل الجماعي لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية إلى النصف بحلول عام 2030، والوصول إلى معدل الصفر قبل عام 2050. ولكن حتى مع التخفيضات التي تم تحقيقها في عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19 (وهو الانخفاض الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية) إلا أنه من المتوقع ألا يستطيع العالم تحقيق أهدافه السنوية.

ومن المؤكد بأننا نحتاج إلى إجراء تغييرات تحويلية للتصدي لأزمة المناخ، وهذه الإجراءات تعتمد على التكنولوجيا الرقمية والابتكار والتعاون العابر للصناعات.

ومن الجدير بالذكر من خلال العمل ضمن قطاع التكنولوجيا الرقمية هناك فرص كبيرة لاستغلال خبرات الباحثين  للمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويتمتع قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل خاص، بإمكانات فريدة لتمكين القطاعات الصناعية الأخرى من التحرك نحو اقتصاد منخفض الكربون، وهي خطوة أساسية لتحقيق الهدف 13 الذي يركز على مكافحة تغير المناخ وآثاره.

وفي إطار التزام شركات الاتصالات تجاه الاستدامة البيئية، كانت هذه الشركات ولازالت شريكًا رئيسيًا في تطوير خارطة الطريق التسارعية للعمل المناخي التي تم إطلاقها في قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في عام 2018. وتلقي خارطة الطريق هذه الضوء على 36 حلاً موجودًا عبر القطاعات، يمكن توسيع نطاقها عالميًا للمساعدة في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف بحلول عام 2030.

وعلاوة على ذلك تشير الأبحاث الخاصة بخارطة الطريق هذه إلى أن حلول التحول الرقمي يمكن أن تقلل انبعاثات الكربون العالمية بنسبة تصل إلى 15٪ بحلول عام 2030. وستمثل التقنيات الرقمية والتحول الرقمي للعمليات الصناعية عاملين أساسيين في تمكين هذا التغيير. ومع الدعم الهائل الذي ستوفره تقنية الجيل الخامس للتحول الرقمي للصناعات وتعزيز القدرة التنافسية المستقبلية للأعمال، تلعب تكنولوجيا الهاتف المحمول دورًا أساسيًا في هذا التغيير.

 

الاتصال الخلوي عامل تمكين أساسي :

يتم اليوم استخدام تقنيات مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء بوصفها محركات أساسية لإزالة الكربون. إلا أن التغيير الحقيقي سيبدأ عندما تتحول الشركات إلى الاتصال الخلوي.

وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية مساهمة الاتصال الخلوي في تسريع التنمية المستدامة

التصنيع:

تشغيل المركبات ذاتية القيادة على نطاق واسع. وستتيح تقنيات الجيل الخامس للمشغلين، على سبيل المثال، التحكم عن بعد في أساطيل كبيرة من المركبات ذاتية القيادة وتحسين تخطيط الطريق وحركة المرور وكل ذلك مع تخفيض التكاليف التشغيلية والبصمة الكاربونية. الاستدامة ضرورة لتحقيق أهدافنا عندما تلغي المصانع اعتمادها على كابلات الاتصالات وتتحول إلى الشبكة الخلوية فإنها تصبح أكثر مرونة وتقلل من إنتاجها للنفايات فضلًا عن زيادة إنتاجيتها.

الطاقة المتجددة:

تشير بيانات منظمة الأمم المتحدة إلى أن 85٪ من إجمالي حجم الطاقة في عام 2050 ينبغي أن يتم توليدها من مصادر متجددة. وهذا يعني تحولًا كبيرًا لمشغلي وموزعي الطاقة الذين سيكونون بحاجة إلى مزيد من الرؤية والتحكم في شبكات التوزيع. ويمكن لهؤلاء المشغلين من خلال تقنيات الجيل الخامس توصيل العدادات الذكية بالشبكة، واكتشاف الأعطال بشكل استباقي .

قطاع النقل والمواصلات :

يعد قطاع النقل مجالًا آخر يمكن أن يكون للتحول الرقمي فيه تأثير كبير، حيث يمثل هذا القطاع 21٪ من إجمالي الانبعاثات العالمية وستكون تقنيات الجيل الخامس وتحليلات البيانات جزءًا لا يتجزأ من هذه المعادلة، خاصة في هذاالمجال الذي يعتبرمهم في حياة الانسان ويشكل عبأ كبير على صحة الانسان من خلال انبعثات وسائط النقل من الغازات الملوثة وكذلك الكاربون الاسود والدقائق العالقة التي تم تناولها في دراسات كثيرة تبين حجم الضرر الناتج عنها .

لا يمكن لأحد بمفرده خوض المعركة ضد التغير المناخي. ولن نتمكن من تحقيق التغيير المطلوب للوصول إلى مستقبل 1.5 درجة مئوية إلا من خلال استخدام التكنولوجيا والابتكار في جميع قطاعات المجتمع مع إقرار السياسات المناسبة والعمل المناخي الراسخ. وتلتزم شركات الهاتف النقال في العراق بالعمل مع الحكومات والمنظمات المختلفة لمواجهة تحديات المناخ من خلال تقديم الخدمات الرقمية المتطورة التي تصل للمواطنين من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب للوصول الى تحقيق اهداف التنمية المستدامة المطلوبة.

التوصيات والمقترحات :

1.  يجب ان يشعر الانسان ان تغير نمط حياته باتجاه عادات صديقة البيئة ضرورة لابد منها على مستوى الفرد الواحد كترشيد استهلاك الطاقة للتقليل من التغيرات المناخية.

2.  ضرورة ان تكون وسائل الاعلام حلقة وصل بين الشركات الملتزمة بتحقق الاستدامة والمجتمع للوصول للهدف المنشود .

3.  محاولة التوصل الى حلول للتقليل من نفايات الالكترونية لانها مشكلة كبيرة وامكانية اعادة تدويرها يفتح الباب لتجارة جديدة تخلق فرص عمل جديدة.

4.  يجب ان يكون هناك دعم حكومي لفتح اختصاصات متجددة في الجامعات تلبي حاجة السوق مثل هندسة الطاقة المتجددة وهندسة الذكاء الاصطناعي وهذا يعكس اهتمام الحكومة بتوجهات الامم المتحدة لمكافحة التغيرات المناخية.

5.  الاهتمام بتوعية الاطفال للاهتمام بالبيئة ونشر الوعي البيئي من خلال تطبيقات رقمية تراعي اهتمامات الاطفال وتبعدهم عن السلوكيات الضارة وهذه التطبيقات ممكن رعايتها من قبل شركات الاتصالات في العراق كجزء من توجهاتها لخدمة المجتمع.

6.  دعم وتشجيع توجهات الحكومة نحو الحوكمة الرقمية مثل اصدار الجواز الالكتروني وكذلك استخدام اجهزة الدفع الالكتروني بدل التعاملات النقدية مما يسهم في تقليل الجهد واختصار الزمن والمساهمة الجادة للتقليل من التغيرات المناخية.

    

زر الذهاب إلى الأعلى