في ذكرى ٢٥ تشرين.. شباب العراق يواصلون نضالهم السياسي

 

بقلم :- شمخي جبر

الامة بشبابها وبأجيالها الصاعدة فهم مستقبلها، وحين نقول الشباب فكأننا نقول المجتمع كله، بل روحه ومستقبله وامله. اذ تكتسب الامم مكانتها من حجم الطاقة الفاعلة فيها «الشباب» الذين يعتمد عليهم بوصفهم أهم اسباب النهوض والبناء.

وفي مجتمعات فتية كالمجتمع العراقي الذي يتكون معظم سكانه من الشباب، ويعد العراق من الدول ذات الاغلبية الشابة من السكان، حيث يشكل الشباب من سن 10 – 30 سنة، 40 % من سكان العراق، بحسب الجهاز المركزي للاحصاء التابع لوزارة التخطيط العراقية.

مجتمع كهذا يمتلك الحاضر والمستقبل، ويراهن على ما تحت يديه من ثروة بشرية هائلة، كما ونوعا. من هنا لا بد ان تلقى هذه الشريحة المهمة من قادة المجتمع وصناع القرار فيه كل الاهتمام.

واذا كان النظام السابق قد اهتم بهذه الشريحة وبشكل جاد، لانه كان يهدف الى تغذية ماكنته العسكرية وتلبية حاجتها الى دماء جديدة، فحول الشباب الى حطب سريع الاشتعال في حروبه الكثيرة.

والظروف التي عانى منها العراق لزمن طويل، وبخاصة الحروب ووانعكاساتها ونتئجها، كانت لها آثارها السلبية في التكوين النفسي والسلوكي لمعظم الشباب العراقي، فضلا عن الحصار وما خلفه من انهيار قيمي وآثار نفسية واجتماعية، الهجرة والتشرد داخل الوطن وخارجه.

يعاني الواقع العراقي من مشكلات كثيرة، لعل اهمها تردي الخدمات «الصحية، التربوية، التعليمية، ازمة السكن، الاخرى» الاوضاع الاقتصادية السيئة.. مع ارتفاع الاسعار ووجود حاجات غير مشبعة.

تفشي اعمال العنف والارهاب والجريمة المنظمة، البطالة، كل هذه مشكلات تلقي بظلالها على الواقع الشبابي. ولو تفحصنا المشكلات اعلاه لوجدناها في معظمها تلقي بظلالها وانعكاساتها على الشباب اكثر من غيرهم من الشرائح الاخرى، فهم المتأثرون بها.

يواجه الشباب العراقي تحديات ومشكلات كبيرة، لعل من اهمها واخطرها ارتفاع نسب البطالة والتهميش والاستغلال غير المشروع، فضلا عن ضعف القوانين والانظمة الخاصة التي تعنى برعاية الشباب والاهتمام بهم وتنمية طاقاتهم وقدراتهم وتوجيهها نحو التنمية والبناء.

اذ نرى ان الجامعات العراقية تخرج سنويا آلاف الطلبة لينضموا الى طوابير العاطلين، في وقت تعجز الحكومة عن توفير فرص عمل للأغلبية منهم، في ظل غياب واضح لجميع المشاريع الاستثمارية، التي من الممكن أن تسهم في استيعاب هذه الاعداد الهائلة من العاطلين.

هذه المشكلات وغيرها كانت لها انعكاساتها على الجانب الاجتماعي والامني للبلد، اذ ان بعض الشباب استطاعت مافيات المخدرات او الجماعات والعصابات المسلحة استدراجهم وتجنيدهم بوصفهم صيدا سهلا، ليصبحوا عوامل تخريب في الاوساط المجتمعية، فضلا عن تجار المخدرات الذين كان لهم ضحاياهم من شريحة الشباب تحديدا.

بينما كان لاخرين من الشباب خيارات اخرى ليست اقل خطورة من سابقتها وهي الهجرة وركوب طريق المجهول وهو ما عرض العشرات الى الموت او الضياع والتشرد.

صناعة لحظة التغيير حتما ستكون بيد الشباب وسواعدهم وعقولهم، الحاضر والمستقبل مسؤولية الشباب، الذي لايشغله الماضي، ولا ينظر الى الوراء الا ليحث الخطى نحو المستقبل.

وتعد مرحلة الشباب من المراحل المهمة في بناء شخصية الإنسان وفي عمران الأوطان، وبتجاهل متطلبات الشباب يجد المجتمع نفسه امام مشكلات جمة، وظواهر خطيرة لا يمكن معالجتها او تجاوزها بسهولة، أو حتى تجاهلها؛ لأنها صادرة عن طبقة مهمة وحيوية، وهي شريحة الشباب، وإذا لم يتم الالتفات لهم، وتوجهيهم الوجهة الصحيحة، فسيكونون كالوقود القابل للاشتعال في أية لحظة، ويكون ضررها على نفسها أولاً، ثم على الوطن.

واذا كان هناك من يتحدث عن التغيير والإصلاح الشامل فأن الشباب مادته وغايته،ولايمكن ان يحدث اي تغيير في العراق دون مشاركة الشباب بل قيادتهم لهذا التغيير بروح شابة مقدامة لاتتهيب المخاطر.

وقد اثبت شباب تشرين انهم اهل لهذه الثورة وقيادتها،فقدموا القرايبين المقدسة على مذبح الحرية والكرامة وهم يواجهون مليشيات أحزاب الإسلام السياسي المجرمة.

وقد مزق شباب العراق جميع الرايات والرموز الطائفية والدينية الزائفة وداسوها تحت اقدمهم بكل تحدي وإصرار رافعين راية الوطنية العراقية التي يستظل بها الجميع بصرف النظر عن هوياتهم الفرعية،راية الأمة العراقية التي اشترك برسم شعارها عرب وكرد وتركمان، مسيحيون ومسلمون ومندائيون وايزيديون وشبك،بل جميع من يحمل روح الوطن العراقي بتاريخه ومشتركاته الوطنية.

 

شباب العراق يعاهدون شعبهم ووطنهم ..ويعاهدون شهداء انتفاضة تشرين وجميع شهداء العراق على الثبات والاصرار على اهداف ومطالب الحراك الاحتجاجي في محاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين واسترجاع الاموال التي نهبوها وانهاء المحاصصة الطائفية والعرقية والحزبية واعتماد المواطنة والكفائة ومحاسبة قتلت المحتجين والقيادات التي اصدرت اوامر القتل والدفاع عن سيادة الدولة وهيبتها وحصر السلاح بيد الدولة .

 

زر الذهاب إلى الأعلى