مسطرة الاقصاء
بقلم:- شمخي جبر
يهدف الاقصاء الى التخلص من غير المرغوب بهم وهو تعبير ناجم عن ضيق الافق الثقافي والسياسي والاجتماعي، بل تعبيرا عن رفض التنوع الثقافي والديني وتنوع الرأي ورفض المختلف.
ويتبع حملة مسطرة الاقصاء آلية تشويه صورة الاخر ووضعه داخل اطار وصورة نمطية يكرهها الاخرون ومن الصعب الخروج منها او مغادرتها،بل هي في الوقت ذاته تشكل سجنا لمن مورس بحقه الاقصاء.
يتم التعبير عن الاقصاء من خلال زرع العقول بقيم يتم الافصاح عنها بمواقف معينة ككراهية الغرباء او المختلفين دينيا او طائفيا او قوميا او سياسيا، او قد يمارس الاقصاء على اساس الجنس(ذكر انثى) او ممارسة النبذ والتهميش لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد تكون اليات الاقصاء عن طريق الحرمان من المشاركة الاقتصادية عن طريق الحرمان من فرص العمل بالتمييز بين المتقدمين على اساس الانتماء والهوية والاثنية او على اساس مناطقي او جنسي .
قد ينتج عن الاقصاء صراع اجتماعي وسياسي او ديني وطائفي او قومي لانه ينفي الاخر ولايعترف به متجاهلا مواطنيته.
عادة لايقف السياسيون مع المهمشين ممن تم اقصائهم لانهم أقلية بل يقفون مع من يمارس الاقصاء ويرفع مسطرته، لانهم الاغلبية،وبهذا فهم مع الاقصاء ضد الاقلية من حيث يعلمون او لايعلمون.من يمارس الاقصاء يعتقد انه المالك الوحيد للحقيقة والحق وغيره على باطل، فأنت اما ان تكون معه او يعتبرك عدو له لابد من هلاكك.
الاقصاء يقود الى تفكك المجتمع واشاعة الكراهية والحقد،وقتل الابداع وإعلان الحرب على التنوع والدفاع المستميت عن الواحدية في الفكر.حاملو مسطرة الإقصاء يدافعون عن الواحدية مهما كانت..يتشبثون بالجمود على حال واحد لايرضون فراقه،لاتحديث ولاحداثة مع وجودها.
الاقصائيون يشكلون خطرا على الفرد والمجتمع (لان الانسان الذي يعتقد انة يمتلك الحقيقة المطلقة هو انسان شديد الخطر لانة يرفض الحوار مع الاخرين ولاياخذ بعين الاعتبار حقائقهم وعقائدهم وبالتالي حرياتهم على ضوء الشك بحقيقته هو)،ولايعلم انه ليس وحده في هذا العالم بل له شركاء،الكون دونهم يصبح جحيما يقول الفيلسوف الفرنسي نيقولا مالبراش:(اكبر عقاب لي ان اعيش وحيدا في الجنة).
بعضهم لايحترم تعدد وجهات النظر وهو العقل الايديولوجي المتحجر الذي لايختلف عن عقل المتطرف التكفيري،من يختلف معنا ليس بالضرورة ان يكون عدوا لنا،بل هو مختلف معنا في الدين او القومية او الطائفة.وقد اهتمت المجتمعات بتنوعها مههما كان هذا التنوع فحولته الى مصدر قوة واثراء في الواقع المجتمعي عوضا ان يكون مصدرا للضعف والقلق والتفكك المجتمعي.