تأثير الكبتاغون على قرار البنتاغون !؟
🖊️ عمر الناصر
” لتستعيد حقك من سارق لابد لك ان تستعين بسارق اخر متعاطف معك ” ، لو امعنا النظر بهذه الحكمة سنجدها تتناسب طرديا وتتطابق فعلياً مع جميع التدخلات الخارجية بعد ان ساهم ” العم سام” بعمليات قيصرية اسقطت” اجنة ” بعض الانظمة السياسية التي جاءت جالسة “بالفارگون الاخير ” من القطار الامريكي الذي وصل المنطقة في سبعينيات القرن الماضي ، ولغاية اسقاط نظام كابول في عام ٢٠٠١ الذي استمر اكثر من ٢١ عام ، ونظام البعث في العراق عام ٢٠٠٣ وتصدير خدعة ” الربيع العربي ” ولغاية تمكين المعارضة السورية واسقاط نظام الاسد في عام ٢٠٢٤ ، ما يثير تساؤلات واستهجان الكثير من الذين يتهكمون بوصف وصول قرارات الادارة الامريكية لمرحلة الترنح والازدواجية بالمعايير التي قد يصفها البعض نتيجة تعرضها لتاثيرات وتداعيات ” الكبتاغون ” بسبب تغيّر الموقف وتسليم السلطة للجهات التي كانت تتصدر قوائم الارهاب الدولي ، وقرار فسخ عقد بقاء الاسد بالمنصب بعد منحه فترة تجديد اخيرة عقب احداث عام ٢٠١٠، وهذا ما توضح في زيارة دبلوماسيين أميركيين لدمشق قبل عدة ايام ، على رأسهم مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط” باربرا ليف “، الذين ناقشوا مع ممثلي “هيئة تحرير الشام” مبادئ العقبة للانتقال السياسي في سوريا ورفع اسمها من قوائم الإرهاب بموجب نظام العقوبات الذي تم إنشاؤه في الأصل بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم ١٢٦٧ (والذي عززه القراران ١٩٨٩ و ٢٢٥٣ ).
لا احد يستطيع يضمن القرارات الامريكية المفاجئة التي تُتخذ وتتغير ” لحظياً ” وفقاً لنظرية ” تلوّن الحرباء ” التي تستند على عدم استقرار المواقف وتغير المصالح والرضى بخسائر مادية وبشرية انية كبيرة ، لتجنب خسائر مستقبلية اكبر في مناطق السيطرة والنفوذ التابعة او الموالية لها ، ومن يطلع على بعض الانظمة الموجودة في الشرق الاوسط تحديداً والتي لم تصلها الديموقراطية حسب مفهوم ” راعي البقر ” الذي يرى ربما عوامل التعرية السياسية والزمنية ستلعب دوراً محورياً وستكون عامل اضافي لانتهاء عمرها الافتراضي وخروجها عن الخدمة ، كون بعضها اصبح كمحركات الطائرات النفاثة القديمة صوت ضجيج شعاراتها الوطنية اعلى من سرعتها. ومن غير المستبعد دخول المنطقة بمرحلة ” الضمور السياسي ” تمهيداً لتوظيف ” شرطي جديد للشرق الاوسط ” يساهم بتنفيذ استراتيجية ” Clean break التكسير النظيفة ” التي تقدم بها نتنياهو في عام ١٩٩٦ ، في وقت قد يفكر فيه ” جامع الاموال “بحلب المنطقة العربية مجدداً اذا ما باشر بفترة رئاسية مليئة بالمفاجأت تنقلنا لمراحل جديدة من الصراع .
انتهى ..
خارج النص / هل سيطبق الفاعل الدولي على سوريا نظرية ” الخزنة ذات المفاتيح الثلاث ” ؟