في سوريا حضر الجميع وغاب العرب
شمخي جبر
صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: اتفقنا مع المفوضية الأوروبية على ضرورة تأسيس إدارة شاملة في سوريا.. ولا مكان للتنظيمات الإرهابية بمن فيهم داعش والمسلحون الأكراد، وهذا التصريح يعبر عن هيمنة تركيا على مجريات الاوضاع في سوريا،فأين الموقف العربي؟واين الجامعة العربية.
غادر الأسد دمشق وهرب بجلده وترك إرثا ثقيلا يعانيه الشعب من فقر ودمار في جميع مرافق الحياة.
هل يترك العرب سوريا وحيدة كما فعلوها مع العراق ؟..هل مانراه الان من خلال متابعينا للحراك الدبلوماسي في دمشق والوفود التي تزورها من امم متحدة او اتحاد أوربي او هيئات دبلوماسية..اكثر المهتمين بالمستقبل السوري الان كما نتابع هي تركيا ..فهل يترك العرب سوريا حصة لتركيا كما تركوا العراق حصة لايران وتحت هيمنتها؟ سوريا تحتاج مد يد العون لها وليس التصريح بمواقف الريبة والشك تجاه مايجري في دمشق وهي ذات الآلية التي حدثت مع العراق.فرحت اليوم كثيرا وانا اسمع ان هناك وفدان عربيان في دمشق الأول من الاردن والآخر من المملكة العربية السعودية وهذا ينعش الآمال،اذ يجب أن تكون دمشق أقرب إلى العرب من اي طرف اقليمي او دولي اخر دفاعا عن عروبتها وسيادتها ووحدة أراضيها.
نعم كانت هناك مبادرة العقبة وبيانها المهم ولكن هذا لايكفي بل يجب أن تكون هناك مواقف جادة وحقيقية وحاسمة لان سوريا بحاجة لدعم العرب ومساعدتهم فهي بأمس الحاجة لهم وبخاصة وهي تتعرض لهجمات الكيان الصهيوني الذي احتل أجزاء مهة من أراضيها وتدمير البنية التحتية للجيش السوري واسلحته وقواعده الجوية..كما يمكن الاشارة الى العقوبات المفروضة على سوريا .اذ يمكن ان يلعب العرب دورا مهما وفاعلا في رفع هذه العقوبات ..نحن هنا لانتحدث عن الواقع الجديد في سوريا بل نتحدث عن الشعب السوري ودولته فالواقع السياسي مهمة الشعب فهو الذي يقرر مستقبله ومدى رضاه او رفضه لحاكميه.. وحين نستصرخ العرب فإننا نستصرخ بغداد التي كانت دمشق ملاذا آمنا للعراقيين الهاربين من بطش النظام السابق، و لدمشق حقوق كثيرة وكبيرة على بغداد.
على بغداد ان لا تظل أسيرة لمواقف ايران مما يجري في سوريا.
سوريا تنتظر الكثير من الأشقاء العرب. حتى لانضطر إلى أن نقول حضر الجميع وغاب العرب.