لماذا يشعر العراقيون بالإحباط بعد خسارة منتخب العراق الكروي؟

 

الحقوقية انوار داود الخفاجي

كرة القدم ليست مجرد رياضة في العراق؛ بل هي شغف شعبي ووطني يعكس تطلعات الشعب وطموحاته، ويعتبر المنتخب الوطني رمزًا للوحدة والأمل في بلد يواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية. لهذا السبب، فإن خسارة منتخب العراق في البطولات الكبرى تترك أثرًا نفسيًا كبيرًا على الجماهير، مما يؤدي إلى مشاعر إحباط وخيبة أمل.ومن أسباب شعور العراقيين بالإحباط بعد خسارة المنتخب

الأمل المرتفع والارتباط العاطفي

الجمهور العراقي لديه ارتباط قوي بمنتخب بلاده، حيث يعتبرونه ممثلاً لوطنهم في المحافل الدولية. وعندما يخسر المنتخب، يشعر المشجعون وكأن آمالهم وأحلامهم قد تحطمت.

ظروف البلاد الصعبة

في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المعقدة التي يعيشها العراق، يعتبر الناس كرة القدم متنفسًا للتعبير عن الفرح والفخر. وعندما تخيب آمالهم في هذا المجال، تتضاعف مشاعر الإحباط.

التراجع الفني والإداري

يرى الكثيرون أن أسباب الخسارة ليست فقط في أداء اللاعبين داخل الملعب، بل تمتد إلى ضعف التخطيط والإدارة، مما يزيد من مشاعر الغضب والاستياء تجاه المسؤولين عن الرياضة.

ضغط وسائل الإعلام والجماهير

تسهم وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في رفع سقف التوقعات، مما يجعل الخسارة أكثر وقعًا على المشجعين.

 

وهنا تبرز الحلول المقترحة للنهوض بواقع الكرة العراقية

*إصلاح الهيكل الإداري

يحتاج الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى إدارة مهنية تعتمد على الكفاءة والشفافية بعيدًا عن المحسوبية. يجب وضع خطط طويلة الأمد لتطوير كرة القدم من القاعدة إلى القمة.

 

الاهتمام بالفئات العمرية

بناء قاعدة قوية للمنتخب يبدأ من الاهتمام بالناشئين والشباب، من خلال إنشاء أكاديميات متخصصة وتوفير برامج تدريبية على مستوى عالٍ.

تطوير البنية التحتية الرياضية

يعاني العراق من نقص في الملاعب والمرافق الرياضية ذات الجودة العالية. تحسين البنية التحتية سيخلق بيئة مناسبة لتطوير اللاعبين وتحسين أدائهم.

توفير الكوادر الفنية المتميزة

استقطاب مدربين عالميين يتمتعون بالخبرة والكفاءة، والعمل على تأهيل المدربين المحليين لنقل الخبرات إلى الأجيال القادمة.

الاستثمار في اللاعبين المحليين

يجب التركيز على تطوير اللاعبين المحليين بدل الاعتماد المفرط على اللاعبين المحترفين بالخارج. يمكن تحقيق ذلك من خلال توفير دوري محلي قوي ومنافس.

تعزيز الروح الرياضية لدى الجماهير

ينبغي أن تعمل الجهات المعنية على توعية الجماهير بضرورة دعم المنتخب في جميع الظروف، وتشجيعهم على تقبل النتائج بروح رياضية.

الشراكة مع القطاع الخاص

يمكن تعزيز الرياضة من خلال الشراكة مع الشركات والمؤسسات الخاصة لدعم وتمويل مشاريع تطوير كرة القدم.

وفي الختام الخسارة ليست نهاية الطريق، بل هي فرصة للتعلم وتحقيق التغيير. يجب أن يتحلى الجمهور العراقي بالصبر والثقة في قدرة منتخبه على العودة بقوة. من جهة أخرى، فإن تحقيق النهضة في كرة القدم العراقية يتطلب تضافر الجهود بين الجمهور، المسؤولين، واللاعبين لتحقيق أهداف مشتركة تسهم في رفع اسم العراق في المحافل الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى